Monday, July 18, 2005

في لاهوت التحرير ، أو تحرير اللاهوت - 3

"إن تكوين لاهوت التحرير لا يبدأ إلا في اللحظة التي تشرع فيها جماعة
دينية ما، في مكان ما، في المشاركة في الكفاح الذي يخوضه شعب
هذا المكان لتحقيق كامل إنسانيته"
(ألويزيزس بييريز)
م


يبدو الأمر الآن ملتبساً بعض الشيء أمام قاريء الجزئَين الأولين من هذا الحديث. في هذا الجزء سنلقي بعض الضوء على الأفكار الأساسية و التي شكّلت مرجعية عامة للاهوت التحرير على اختلاف أماكنه التي حلّ فيها.

و ما زلت أظن أن هذه المرجعيات يمكن - بل و يلزم- تأصيلها في أي دين من الأديان إذ هي في نظري ليست خاصة بالمسيحية. و أزعم أنه لا فضل للمسيحيين على لاهوت التحرير سوى أنهم قد تبنوا صياغة الفكرة في مهدها
.

من أنت يا لاهوت التحرير؟

يمكننا القاء نظرة عامة على الأعمدة المؤسسة للاهوت التحرير في خمس نقاط، وهي:

1- لاهوت الفقراء:
كان الهاجس الأول لمؤسسي لاهوت التحرير هو الانفصال الكامل -لاهوتياً أولاً- عن مؤثرات الحضارة المُستغلة و المهيمنة . كان الغرب هو رمز هذا التأثير الخارجي، لذا فقد رفض اللاهوتيون كلّ ما جاء من الغرب المسيحي و ما أثّر في الأفكار المسيحية منه. و انطلق فكرهم من احتياجات مجتماعتهم المقهورة و الفقيرة. و إذا أردنا أن نعبّر عن هذه الفكرة بطريقة مثال بسيط فقد قطع اللاتينيون علاقتهم بكنيسة روما -فيما عدا الإداريات- و فرضوا عليها استخدام لغتهم في الصلوات. كما فرضوا عليها فك تحالفها العتيد مع الحكومات هناك.
و أظن أن مرجعياتنا الدينية في مصر تحتاج بشدة للتخلص من مؤثرات خارجية شكّلت وعياً جماعياً لا مبرر له. من لا يتفق على أن تأثير السعوديين على الإسلام المصري قد غيّر شكله تماماً و جعله مسخاً وهابياً لا ملامحَ له؟ مع الأخذ في الاعتبار أن المجتمع السعودي مجتمعُ نفطي غنيُ بينما في مصر مجتمع زراعي يلامس الفقر في نقاط كثيرة.
هل يمكن إعادة صياغة الإسلام على ضوء المجتمع المصري و احتياجاته؟ هذا سؤال يطرحه علينا اليوم لاهوت التحرير

2- وضع النص:
قبل لاهوتيو التحرير بالنقد الكتابي، ليس كُرهاً في أصالة الكتاب المقدس، بل لأنه استطاع تحريرهم من تفسيرات عديدة مقيِّدة. و بصراحة شديدة، اعتبروا مصلحة الإنسان و المجتمع قبل أهمية النص و التمسك بأصالته التاريخية. لقد وضعهم هذا بلا شك في مواجهة عنيفة مع الكنيسة الرسمية التي تعتبر نفسها منوطة بحماية النص. لكنّ تقديمه للإنسان على النص حررهم من مشكلات و أزمات التفسير الحرفي الذي ارتبط في كثير من الأحيان بالقهر و الظلم و التمييز.
هل يمكننا اليوم إعادة النظر في نصوصنا الدينية التي هي مرجعياتنا الأولى في الدين؟ كيف مثلاً ندّعي أننا نواجه إسرائيل بينما كتبنا مليئة بالتبجيل و التقديس لبني إسرائيل و وعودٌ شتى بعودتهم إلى أرض الميعاد؟
كيف نتحدث عن قبول الآخر في ظل آيات السيف و قتال المشركين و ضرب الرقاب؟
مرة أخرى يدعونا لاهوت التحرير لتقديس الإنسان لا النص - و في هذا يطرح أسئلةً لا نهاية لها!

3- رجل الدين:
بوضوح، حدد لاهوت التحرير دور رجل الدين كخادم الإنسان و ليس حارساً للعقيدة كما قال جوتيريز. فماذا لو تعارضت مصال الإنسان المقهور مع استقرار المؤسسة الدينية مثلاً؟ كان لاهوت التحرير واضحاً في الإجابة و أيضاً عمَلياً كما في حالات الثورات في أمريكا اللاتينية.
بالطبع هذا لا يضر فقط باستقرار المؤسسات من الناحية العقيدية، لكنه يعصف بالتوازنات و التحالفات بينها و بين السلطة. فتصبح المؤسسة الدينية بلا قوة حقيقية إلا قوة الحق و مناصرة المهمشين و الفقراء في المجتمع.
و لا داعي هنا لذكر التاريخ المرير لتحالفات الدين و السياسة في مصر، و لاداعي لتذكر ما وقعنا فيه -وما زلنا- من مستنقعات بسبب هذه التحالفات التي هي لا نهاية لها و لا فكاك منها.
فمتى يلعب رجال الدين دورهم الحقيقي إلى جانب المجتمع لتحريره و ليس لتكبيله؟ لا يختلف في هذا الإسلام عن أي دين آخر

4- قبول الآخر:
و بخاصةً في آسيا - حيث تعدد حقيقي للأديان!- كان هذا الأمر على درجة أهمية قصوى. بل أن بييريز قد أعلن صراحةً أن الاختلاف الديني لا يمنع الشركة بين أصحاب الديانات في النزول سوياً إلى ساحة المعركة ضد الظلم.و ذهبوا أبعد من هذا إلى البحث عن صياغة لاهوت مشترك بين الديانات انطلاقاً من الفقراء، فيما أسموه لاهوت الفقراء.
يقول بييريز:
" على الكنيسة الآسيوية أن تتنازل عن تحالفاتها مع السلطة، لتجد مرة أخرى تأثيرها المفقود. و عليها أن تتواضع بالقدر الكافي، لتتعمّد في نهر الديانة الآسيوية، و أن تتماسك لتعتمد على صليب الفقر الآسيوي. إن خوفها من فقدان هويتها يؤدي بها إلى الارتماء في أحضان سلطان المال.
إن بحثنا اليائس عن وجه المسيح الآسيوي لن يكتمل إلا إذا اشتركنا مع آسيا في بحثها هي عنه في أعماق الأديرة البوذية، حيث الدين و الفقر يجدان جذورهما المشتركة هناك: في الله الذي أعلن أن العدوّ هو سلطان المال.
ليس المكان الأنسب لهذه الممارسة هو الحياة المسيحية المعاشة في حضن الكنيسة و في حضور غير المسيحيين. إنها اختبار العلاقة بالله -الذي يشكل الوجه الآخر لاهتمام البشرية- التي يعيشها شعب الله خارج حدود الكنيسة. فالكنيسة مدعوة إلى أن تفقد نفسها، في مشاركة كاملة مع غير المسيحيين!"
و أظن أن ديننا في مصر في أمس الحاجة لتأصيل هذا الانفتاح العميق من دون الخوف المُلح من فقدان الهوية خاصة بالنسبة للأقليات. لذا- في رأيي- لابد من تأصيل هذا المفهوم بمبادرة من الأغلبية التي تنتمي لدين الإسلام

5- تحرير العقل، الحرية الداخلية:
كما ذكرنا فإن اللاهوتيون الجدد قد رفضوا كلَّ وصاية للكنيسة على البشر و اعتبروها في خدمة "خلاص" الإنسان الذي هو التحرر من قيود القهر و الظلم و التمييز. و في سبيل ذلك دعوا إلى مسيرة حرية داخلية تقودها الأديان للناس عامة. و بدلاً من الصورة التقليدية عن سلطة كنسية تقاوم الفكر الإنساني و تعطل عجلة التقدم البشري، تصوروا الكنيسة هي التي تقود هذه المسيرة و في أقل الأحوال تشجعها. فلا مصادرة، و لا منع و لا تهديد، و لا وصاية من أي نوع من قبل مؤسسة دينية تخشى كلمة أو نغمة أو لقطة في فيلم هنا أو هناك.
فكم عانينا من هذه الوصاية؟ و الأمثلة لا تغري بمحاولة العد من كثرتها! فهل جاء أوان الحرية، لا برفض الدين، بل بالتحالف الحرّ البنّاء معه؟
أظن أن لاهوت التحرير يطرح أسئلته علينا في هذه النقطة بالذات، و بالأكثر نحن بحاجة للتحرر من مفهوم الدين - القيد إلى مفهوم الدين المحرر

لماذا الدين؟ أو ما حاجتنا للاهوت التحرير؟

وقف لاهوتيو التحرير بين معسكرين متناقضين في نظر معظم الناس: الماركسية و العدالة الاجتماعية من جهة، و الدين و ما يمثله من سطوة هائلة من جهة أخرى. و كانت مجتماعتهم -على شبهها الكبير بمصر الآن- تولي أهمية كبيرة و أولية للدين و التدين. و هم بكونهم مسئولين دينيين لم يمكنهم تجاهل احتياجات شعوبهم. من هنا جاءت الفكرة التي مزجت بين متضادين في خلطة حلّ سحرية لمشاكل مجتمع فقير جداً.
و في رأيي أن الدين لدينا يكتسب أهمية مضاعفة:
فهو من ناحية له المصداقية الأولى لدى الجماهير، و من ناحية أخرى استخدم في كنف الأنظمة القمعية فوجب أن يكون الدواء من ذات الداء!
أضف إلى هذا كون الدين طاقة إلهية خلاقة تعمل داخل الإنسان و تدفعه إلى اكتشاف ذاته و إلى التوحد مع احتياجات مجتمعه. فلو صار الدين طاقة تحرر لتغير وجه مجتمعاتنا تماماً

بقى سؤالٌ أخير عن لا هوت التحرير
هل لاهوت التحرير دين أم سياسة؟
و إجابتي لن ترضي أحداً! فهو في رأيي مسيرة و طريق. يبدأ من عند فهم جديد للدين و التدين، و انطلاقاً من هذا الفهم يغير طريقة المشاركة للفرد في تغيير مجتمعه. فإذا اتخذت هذه المشاركة شكلاً سياسياً أصبح لاهوت التحرير سياسة خالصة! و إذا اتخذ شكل ابداع ثقافي أو فني أصبح فنّاً.... و هكذا
فلاهوت التحرير لا يحدد شكلاً لتفعيله، و إلا صار رقيباً و وصياً على معتنقيه بشكل قام أساساً على رفضه. لكنه يبدأ من الحرية آملاً أن ينتهي إليها

13 Comments:

At 11:16 AM, Blogger Darsh-Safsata said...

لا أعلم إن كانت الأمور قد بدات تضح لي أكثر أم إنها اختلطت اكثر فأرجو ان تصحح لي ما لم أفهمه جيدا

ان كان المقصود من لاهوت التحرر هو أن يقوم كل انسان بربط مبادئ دينه مع العدالة والحرية وحقوق الانسان ويتبع فكرة انه لا يمكنه ان يكون متدينا حقيقيا ويقبل ان يكون محاطا بكل هذا الظلم الموجود بالعالم وانه لابد له ان يعمل لتغيير هذا العالم انظلاقا من أن دينه لا يقبل كل هذه المآسي
فهذا أمر لن أجادل فيه ليس لموافقتي عليه وليس لاقتناعي ان كل الاديان والبشر يمكن ان يتفقوا على شئ خاصة اذا ضممنا لهم الملحدين الموجودين بكل بلاد الأرض، ولكن قراري بعدم مناقشة هذه الفكرة يعود إلى أن لاهوت التحرر في هذه الحالة قد أصبح دافع أو عامل مثير داخلي لكل المتدينين وهو الذي عبرت عنه برشاقة في نهاية المقال أن لاهوت التحرر يمكن أن يصبح سياسة أو فن

ولكن اذا كان المقصود من لاهوت التحرر هو خلق مفهوم جماعي تحت رعاية الدين لما يجب أن تكون عليه الدول والأنظمة فهنا يختلف الموضوع
أولا لأن الجميع لن يتفقوا وهذه نقطة يمكن ان نناقشها في وقت آخر
ثانيا واذا تحدثنا من المنطلق المسيحي فان المسيحية - على الأقل الكاثوليكية التي انطلق منها لاهوت التحرر - لازالت تعترف بوجود رجال الكهنوت وانهم يشكلون قيادة الكنيسة وهي قيادة هرمية على راسها البابا وبالتالي فانه يجب ان يكون هناك راي موحد للكنيسة في الاهداف والاساليب واذا كان هذا الراي صادرا عن الكنيسة فانه يصبح ملزما لكل المسيحيين وهو ما يعني ان الكنيسة اصبحت قادرة على وضع النظام الامثل لحياة البشر ولا اتحدث هنا عن النظام الروحي او المعنوي بل على نظام سياسي قانوني اجتماعي وهو ببساطة ما لم تصل اليه الانسانية قاطبة على مر العصور والاماكن والاديان والفلسفات ودون الدخول في التفاصيل فانه لم توجد دولة واحدة على مر العصور نجحت في القضاء على الفقر والجريمة وبالتالي تحقيق العدالة المطلقة، لذا فسيظل دائما الانسان في رحلة بحثه عن الكمال يضع الانظمة ويطورها ويبدلها وهو ما يصعب تحقيقه اذا ما كان هذا النظام هو الذي قررته الكنيسة او قرره الدين مما يدخلنا في دوامة كبيرة يمكن ان نتامل خط سيرها طويلا

اما قولك ان الاسلام لديه حل اسهل حيث لا كهنوت في الاسلام، فهناك جانبان لهذه القضية فمن ناحية هذا الامر لا يجعل ان هناك رد نهائي حقيقي لأي سؤال لأن من حق الجميع ان يدلوا بدلوهم وهو ما يقوم به البعض ولكنه اذا خرج عن الحالة الاولى التي تكلمنا عتها من انه دافع انساني داخلي إلى تنظيم مجتمع فاننا نقع في حيص بيص كما يحدث كثيرا حاليا مثلما حكم احد القضاة على ايناس الدغيدي بالجلد والا تقبل شهادتها وحكم اخر برفض طلب امرأة للطلاق الذي طلبته لان زوجها يضربها بينما حكم ثالث بتطليق امرأة لانها قررت انها لا تريد الحياة مع زوجها وكان ذلك قبل صدور قانون الخلع وكل يعتمد على رؤيته الخاصة للمفهوم الفضفاض لكون مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع
وفي العراق بينما أفتى الكثيرين بضرورة المقاومة المسلحة ضد الوجود الأجنبي أفتى أحد الشيوخ بأن ذلك أمر غير شرعي لأن للعراقيين ولي هو رئيس الدولة الذي عليهم طاعته وكان ذلك قبل الانتخابات العراقية وكان الرئيس معينا من قبل الامريكان وعندما سؤل عن ذلك قال ان ذلك لا يغير امر ديني بضرورة طاعة أولي الأمر
هل يعتبر هذا من ضمن فساد التحالف مع السلطة ربما، ولكن المؤكد ان دينيا لا يمكن ان يكون هناك رد ديني قاطع لكل القضايا وهو ما حاول فرج فودة ان يقدمه من خلال كتابه عن زواج المتعة ولكن الكثيرين لم يفهموه

هذا اعتمادا على قاعدة ان لا كهنوت في الاسلام، ولكن هل هذا حقيقي؟ دون الدخول فيما يحدث عبر العالم فانني ارى ان الثقافة المصرية الاصيلة - واصيلة عندي لا تعني انها جيدة او صحيحة - ولكن هذه الثقافة المصرية نجحت في ايجاد كهنوت اسلامي تمثل اساسا في رجال الازهر بدراساتهم الدينية ولباسهم المميز وحاليا بدأ بعض المحدثين في تغيير الزي ولكن يظل هناك مفهوم رجل الدين ليس بمفهوم الواسطة بين الانسان والخالق ولكن بمفهوم العالم بامور الدين وله دائما الكلمة الاخيرة، وقد رايت في عدة نقاشات على الانترنت والجرائد والتلفزيون من يحاول ان ينهي نقاشا بقوله ان لكل علم رجاله الذين يحق لهم ان يتحدثوا فيه لذا نحن لا نتحدث في الكيمياء والادب ولكننا نتحدث في الدين فليت رجال الكيمياء والادب الا يتحدثوا في الدين
اخر ما سمعت هذه الحجج كانت بالأمس في احد التعليقات عل موقع العربية في قضية سيد القمني وقبلها كانت في حوار تلفزيوني مع اسامة انور عكاشة عندما قال ان رأيه ان عمرو بن العاص هو احقر شخصية سياسية
فان من اصبح يطلق عليهم رجال الدين وعلماؤه يحاولون احتكار تفسير الدين واضعين القواعد التي يجب ان يسير عليها المؤمنين معتبرين من يخالفهم بانه ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة وما يستتبع هذا التعريف من نتائج
وبالتالي فان الاسلام حتى الان لا يزال به رجال دين يحتكرون القيادة لذا فاذا اردنا اتفاقا جماعيا فان ذلك لابد ان يمر من خلال تفسيرهم الخاص بالدين

اما محاولة علاج النتائج السلبية لتحالفات رجال الدين على مر العصور والبلاد مع رجال السلطة وذلك عن طريق دعوتهم لتبني افكارا ثورية ضد السلطة ومع الفقراء والمغلوبين فانني اعتبر ذلك لعبا بالنار ببساطة لانك لو استخدمت ذلك في تحقيق اهدافك فسيستخدمها غيرك في تحقيق اهداف اخرى واذا قبلت الان حكمهم فلن تتمكن غدا من معارضته لانك اليوم ستقول للناس هذا هو رأي الدين كما يقوله القس فلان والشيخ علان فاتبعوه فان هم قرروا ان يقولوا شيئا مخالفا غدا فلن تستطيع ان تمنع الناس من السير ورائهم

ان للدين قيم رائعة وهي مصدر الهام رائع للانسان والبشرية ولا مانع أن يدعوا رجال الدين الى الحرية والعدل ولكن تفاصيل السياسة التي لا تعرف الابيض والاسود ولا يزال الانسان يتخبط في طرقها الكثيرة لا داعي لان نقحم بها الدين حيث انه يستحيل عليه الا ان يتلوث بمساوئها مهما كانت نبالة اهدافه او براءة من يدعونه الى الدخول

 
At 12:30 PM, Blogger sydalany-وش مكرمش said...

ياه مش عارف جالك صبر منين تكتب كل ده
لكن سيبك عاجبني أوي
الكومنت بتاع سفسطة

 
At 3:02 PM, Blogger African Doctor said...

درش، أوقعتنا في معضلة بالمعنى الفلسفي!
فكيف يدعو لاهوت التحرير إلى حرية الإنسان الفردية و في الوقت ذاته -باتخاذه شكلاً كنسياً أو مؤسسياً- يفرض مثالاً واحداً للتدين أو لممارسة الدين على الجماعة؟
فإذا قلتُ لك أن دور رجل الدين في منظومة لاهوت التحرير هو مجرد خادم للحرية و ليس رقيباً عليها، فليس هناك ضمانات لما أقول لأن الكنيسة بالفعل لها وضع هيراركي سلطوي محدد من مئات السنين
يمكن الوصول إلى حل وسط إذا علمنا أن دعوة لاهوت التحرير انطلقت من داخل الكنيسة إلى رجال الكنيسة حيث كان الهدف هو البدء بتحرير الكنيسة من سيطرة السلطة حتى تستطيع أن تقوم بدورها "المأمول" لخدمة تحرير الشعوب
فإذا طبقنا هذا على مجتمعنا، عدنا إلى حيث بدأنا!
لكن لا شك أننا سنتفق في عدة نقاط:
1- حتمية وجود المؤسسة الدينية و حتمية دورها في صياغة الوعي الشعبي
2- وقوع هذه المؤسسة تحت طغيان المصالح و التحالفات
3- فرض هذه المؤسسة لقيود لا نهاية لها على أفراد المجتمع
ففي هذا نكون على الأققل قد اتفقنا على وجود المشكلة

تقول:
اما قولك ان الاسلام لديه حل اسهل حيث لا كهنوت في الاسلام، فهناك جانبان لهذه القضية فمن ناحية هذا الامر لا يجعل ان هناك رد نهائي حقيقي لأي سؤال لأن من حق الجميع ان يدلوا بدلوهم

لا أتفق معك، ففيي رأيي أنه يظل هناك الرأي الأكثر نفعاً للمجتمع.. كما في حالة المثال الذي ذكرته. فعلى رجال الدين أن يتساءلوا هل جلد إيناس الدغيدي فيه مصلحة المجتمع و في خدمة تحريره من القيود أم لا؟ و بمقياس لاهوت التحرير يكون هذا وقوفاً ضد الحرية الفردية و ضد الفن فلا يجوز عمله
و لا يجوز الوقوف بجانبه

تقول: وبالتالي فان الاسلام حتى الان لا يزال به رجال دين يحتكرون القيادة لذا فاذا اردنا اتفاقا جماعيا فان ذلك لابد ان يمر من خلال تفسيرهم الخاص بالدي

و أنا أتفق معك، لن هل من دعوة لتنقية الإسلام من هذه السطوة الدينية الكبيرة؟ و الواقع ان هذا جوهر لاهوت التحرير

لكنني لا أفهم موضوع اللعب بالنار... فهل يمكنك التوضيح أكثر؟
ألا يُعد لعباً بالنار ما يحدث الآن من سؤال رجال الدين في كل تفاصيل حياتنا حتى صرنا نحيا داخل قفص كبير اسمه الدين!

 
At 5:19 PM, Blogger Darsh-Safsata said...

بالنسبة لنقاط الاتفاق اسمح لي ان اختلف في جزئية
:)
وهي حتمية وجود المؤسسة الدينية
أنا مقتنع أن للمؤسسة الدينية دورها الهام في صياغة الوعي الشعبي وان في ظروف مصر الحالية لا يمكن تجاهل وجودها
أما باقي المشكلة القائمة فانا اتفق معك فيما وصلت اليه

بالنسبة لاستخدام مصلحة المجتمع فهذا ما لا يتفق مع وجود مرجعية دينية للحكم
فمثلا لا تستطيع ان تناقش هل من مصلحة المجتمع الاعتراف بوجود الله ام لا ببساطة لانك لايمكنك ان تصل الى نتيجة مخالفة لما ينادي به الدين
بالاضافة الى ان وجود جدلية في امر مثل مصلحة المجتمع هو امر يمكن مناقشة كل جوانبه في البرلمان وستجد من يرى ان الجلد هو في مصلحة المجتمع لانه يحمى المجتمع من الفساد واتهام الناس ظلما، وهي تهمة الدغيدي
وهذا امرطبيعي ان تكون هناك اراء مختلفة يتناقش فيها المجتمع ويصل الى قرار
ولكن ان يُترك نصا دستوريا يتيح للقاضي ان يخترع احكاما لا وجود لها في قانون العقوبات فهذه هي المشكلة
لا توجد مشكلة في ان تقوم المناقشة في البرلمان وكل يستخدم مبادؤه الدينية والانسانية والاجتماعية ولكن القرار في النهاية يجب ان يكون بناء على قناعة الاغلبية بمصلحة المجتمع وليس تقيدا بتفسيرات دينية خاصة

ان سؤال رجال الدين في كل تفاصيل حياتنا هو الاحتراق بالنار
وما اعنيه باللعب بالنار هو اننا نحاول استخدام اداة في منتهى الخطورة هي رأي الدين في شئون المجتمع وهدفنا هو اصلاح المجتمع
خطورة هذه الأداة هي انها حتما ستنقلب ضدك وضد كل من يحاول استخدام عقله

ان ما يحدث حاليا هو ان البعض يستخدمون العبارات الدينية الواسعة لجذب تاييد الجهلاء
انهم لا ينادون بأي اشكال تفصيلية للحكم أو السياسة أو الاقتصاد انهم فقط يستخدمون الشعارات
وانت اذا اردت ان تضع اطار مجتمعي حقيقي تحت لافتة الدين فانك ستستطيع كذلك ان تجتذب الكثير من هؤلاء
ولكن هذه اللعبة هي لعبة انتخابات وإن تنظيم المجتمع على هذا الأساس يؤدي بنا إلى دولة دينية معرضة في أي لحظة إلى تقييد الحريات والتحول إلى الدكتاتورية وإذا ما كانت هذه الأداة معدة للاستخدام من قبل الحاكم فهل تظن أنه سيتراجع عن استخدامها؟ اليست هذه هي الأداة المستخدمة عبر الزمان والمكان من قبل معظم الحكومات الدكتاتورية

الكل يتذرع بالبسطاء في ان هذه هي اللغة التي يفهمونها ولا مانع من استخدامها في الخطاب الانتخابي بالدعوة إلى العدل والحرية وكل المبادئ الانسانية والدينية
ولكن في التطبيق العملي فان البسطاء لا يهمهم كثيرا اذا كنت ستقطع يد السارق أو ستسجنه ما يهمهم هو أن تفرض الأمن ويترك خبراء الاجتماع والقانون لتقرير ما هو العقاب الأمثل للحفاظ على أمن المجتمع

البسطاء لن يهتموا ولن يفهموا اذا ما كان مجتمع المدينة هو أقرب الى النظام الراسمالي أم الاقطاعي أم الاشتراكية الاجتماعية
ان ما يعنيهم هو ان يجدوا عملا ومسكنا وطعاما وتعليما وعلاجا
لندع أهل الاقتصاد ليدرسوا الأسلوب الأمثل لتنظيم المجتمع من دون تدخلات من يرون أن حماية الملكية الخاصة هي تشريع سماوي بينما أخرون يقولون أن الملك لله وحده لذا لا يجوز تمليك الأرض

على المؤسسة الدينية أن تفك ارتباطها بالأنظمة نعم، وأن تعمل على التوعية الشعبية نعم
ولكن بدون أن تتدخل في التفاصيل
سابقا كان هناك الكثيرين من يدعون الشعب الى الاهتمام بالمشاركة السياسية والذهاب الى الانتخابات وهذا امر اراه ايجابيا حتى ان جاء من رجال الدين
ولكن عندما تكون هناك دعوة من تيارات سياسية لمقاطعة الاسفتاء تصبح دعوة رجال الدين للذهاب للانتخاب هي تحالف مع السلطة

الفروق ضعيفة ولكن يجب أن نهتم بالدقة فيها إلى أبعد الحدود لأنك في ظل حكم ديمقراطي تستطيع أن تنتخب حكومة سيئة تسبب الكثير من المشاكل ثم ترحل مع اول انتخابات، اما ان وضعت اساس دولة خطأ فانك تمهد الطريق لحكم دكتاتوري يصعب التخلص منه

أظن بعد الاتنين الاخرانيين دول لو ما استعملتش البانادول يبقى لازم نبعت انذار للمستشفى اللي انت فيها انهم يمنعوك من العمل لانك هتبقى خطر على صحة المرضى

 
At 9:55 AM, Anonymous Anonymous said...

hi all
my personnel view for "lahot el ta7reir" is somewhat different let's see
1- jesus said "e3ty ma lekaysar le kaysar"... and i beleive en el dein 7agga wel watann 7aga tanya ... fa 2anna masry wa haza laysa laho ay 3elakka bekonny masei7y or moslem or bouzy

2- Ay dawla ka2eimah 3al dein ( or el dein lahho dor kabeir feiha ) satazel dawlaa tata7akam fee ara2 wa masale7 el nass wa ta7gor 3alyhhaa be 2esm el dein... le2an regal el dein mahma kano sale7ein hom bashar te7arekhom el ahwa2 wel masale7 wal mo3takadat el shakhseyya

3-el dein howa 3elakka shakhseyya bayna el ensan wallaah... 3elakka fardeyya.... in dakhalat feiha gama3at men bashar asba7o bel darourah katei3 ... wa man sayatafadal mashkouran bekeyadatoh ?? regal el dein ...welly yatla3 barah kalamhom yeb2a khate2 we zendeik.....etc

4- door lahot el ta7reir yatmasal lee fee el atty :
a- ta7reir el ensan men keyoud el dein... fal dein howa 3elakka you7arer feiha allah el ensan men keyoud el 3oboudeyya lel shar wa lel gasad le yasmo be haza el ensan
b- an yakoun regal el dein wa3ein bedawrahom fee mosa3adat el nass ann yata7araro men keyoudehem lel wesoul le 3elakka a3mak ma3a allah , wa anna yarfodo anna yakounou adah fee aydy el dawla leeel ta7akom fee masa2er el nass
ann youra3o dameirahom el 7ay... leyo3leno fee wagh el zolm enaho zolm....

leza lan yakoud regal el dein sawra or enkelab ball sayosa3ed el bashar ann yata7arraro ... 3enda2ezen lann yarda al nass an yakounou 3abeidan le ay makhlouk en kan le2an allah nafsaho 7ararahom

laken hazza lan ya7dos 7atta yata7arar regal el dein anfosehom men shakleiyat el dein allaty youkayedoun anfosahom behha we youkayedoun el nass ma3ahom

wa anna fee ra2yy el shakhsyy sa3 an ya7doss fee mogtama3atena el 3arabeya wal eslameyya beshakl 3am

 
At 2:05 PM, Blogger سؤراطة said...

يا فادي انت مش هترحمنا بقى وتكتب بحروف عربي؟ وكما بتكتب فصحى بحروف لاتيني؟ "لا أعتقد أن هذا من الممكن أن يحدث ...؟" بقاللي نص ساعة بقرا الكلمتين بتوعك :-)
أنا أوافق درش أن الموضوع واسع واختصر جداً ربما لجمعه في عدد قليل من الصفحات ويحتاج لتوضيح أكثر
ولكني مع الرأي القائل بأن السياسة تلوث الدين وتعكر صفاؤه وأنه بالرغم من أن الدين لابد وأن يشجع على القيم، فحتى هذه القيم لابد وأن تكون القيم المطلقة (مثل الحب - العدل - النزاهة) وليس قيم اجتماعية من أمثال الحياء - الطاعة - الستر وغيرها، فلو كنا نخاف على الدين حتى من قيم اجتماعية "قد" تكون جيدة ألا نخاف عليه من حديث السياسة؟ وهنا أستدعي نقطة فادي (المكتوبة بحروف لاتيني) أن الدين لابد من الحفاظ على دورة كعلاقة شخصية مع الله، فالكل يتحدث عن الدين ولا أحد يريد أن يتحدث عن الله ...ا

 
At 2:49 PM, Anonymous Anonymous said...

socrateS sorry for the inconvenience

but here at work my system doesn't support arabic

so i have to write in latin character

bass el fos7aaa heyya tel3et kedda
:D
i knew what u have been through when i tried to read my personnel comment
sorry once more

 
At 10:42 AM, Blogger سؤراطة said...

ما عرفتش تقرا التعليق بتاعك يا فادي؟ ده إيه الغلب ده؟ حتى المهندسين مش عارفين يحطوا سستم بيكتب عربي؟
وبعدين انت عمرك ما كتبت عربي يعني ما بتكتبش من البيت وطول النهار سايب الشغل وعمال تعلق عالمدونات، مخصوم منك عشر تيام :-))

 
At 1:23 PM, Blogger African Doctor said...

لم أقصد أن يكون نظام الحكم ذو مرجعية دينية يا درش! طبعاً لا يمكن أن يتمنى عاقل هذا!!
كان المقصود هو دعوة الحرية... من أين تبدأ؟
يدعو لاهوت التحرير أن تبدأ من الدين، ليس تحيزأ له و لكن -كما قال فادي و سقراط- لأن الحرية الداخلية الحقيقية تبدأ من الله عن طريق عمله داخل الإنسان باستخدام الدين
في هذا، طرحوا السؤال بالعكس:
كيف يمكن أن تدعو متديناً من يصر على إطلاق لحيته و التظاهر ضد قانون منع الحجاب في المدارس الحكومية في فرنسا بينما على مقربة منه أناس يموتون جوعاً بسبب الظلم الاجتماعي و عدم توفر العلاج؟
مرة أخرى ينطلق لاهوت التحرير من عند إصلاح الدين لا المجتمع مفترضاً فرضية جدلية أن المجتمع ينصلح بالصرورة (بأي وسائل شئتها و يشما هذا السياسة) إذا ما صلح الدين أي تحرر من قيوده و تبنى دعوة التحرير

أما خوف سقراط على الدين من السياسة فأنا لا أوافق عليه
أنا لا أخشى على الدين من شيء إذا كان ديناً قوياً حراً من تعقيدات و تخلف ما ورثه عن آبائه!
كما أنني لا أستطيع أن أفهم علاقة شخصية بالله لا تعلن عن نفسها فيما حولها و لا ترفض الظلم و لا تلعنه كل يوم و لا تضيء شمعة حرية في ليله
إذا لم تفعل هذه العلاقة كذلك فما قيمتها؟
هل الدين متعة شخصية لا تأثير لها على المجتمع؟ غذا كان هكذا فهو أفيون الشعوب بحق و لا حاجة لنا به
أما في مفهوم التحرير فالدين طاقة نحو الآخر - المجتمع/ الآخر المقهور، طاقة تحرر صاحبها أولاً و بها ينطلق نحو حرية الآخرين

فادي: نقاطك مركزة و واضحة و إن كنت لا أرى تناقضاً عن مفاهيم لا هوت التحرير فيها
من فضل أكتب لنا بالعربييييييييييي :))

 
At 6:35 AM, Anonymous Anonymous said...

Set up a protest against terrorism tomorrow in the streets of Cairo. Do it. Call everyone you know, join together, link up this Egyptian blogosphere and to the streets.

Karim Elsahy

 
At 2:43 PM, Blogger سؤراطة said...

هذا هو ما قصدته يا أفريكانو (وأعتقد أن هذا محتوى ما قلته في تعليقي على المقال الأول)، أن علاقة الانسان الشخصية بالله لابد وأن تخرج ولكن لأنها خاصة بكل واحد بمفرده فهي تخرج بشكل فردي وليس بشكل جماعي، وهذا ما قصدته بمثل الشخص الذي يخشع أمام صناديق العطاء بالكنيسة ثم يخرج ليتأفف من جلوس طفل من أطفال الشوارع على سيارته النظيفة، أي أن الدين لابد أن يخرج عن مجرد نطاق المعابد إلى العالم، عن طريق أصحابه
ولكن المشكلة في الدين "الجمعي" وأنا أستعير كلماتك " أنا لا أخشى على الدين من شيء إذا كان ديناً قوياً حراً من تعقيدات و تخلف ما ورثه عن آبائه"، ولكن أي دين موجود على الأرض اليوم تنطبق عليه هذه الشروط؟ الاسلام في حرب موجعة مع المفسرين الدمويين واليهود في واديهم المنعزل الذي بنوا فيه سوراً حول أنفسهم والمسيحيون يعانون من الانسياق وراء تقاليد اجتماعية ونسبها للمسيحية (على الأقل في الدول المتخلفة التي تحتاج لاهوت التحرير، مثل موقف الكنيسة من شرب الخمر ومن المرأة ومن السلطة المطلقة للكاهن). ولكن لكي أبدأ بالتحرير فعلي أن أحرر الدين أولاً من كل ما لوثه. ولا أدري من طريقة لفعل ذلك إلا تحرير المجتمع فعلاً من أغلاله، ليتحرر معه الدين (بحكم كونه جزء من فكر الانسان)
ولكني أوافقك تماماً على أن العلاقة بالله لابد وأن تخرج للناس وليس لمجرد المتعة الشخصية، وأن الدين لا يكون حقيقة إلا إذا خرج خارج مباني المعابد إلى العالم، أي أن المسيحي الذي يرضى بالتعذيب مثلاً ويقبل به لا تكفيه صلوات كل كنائس الأرض
لا أعرف إن كانت نقطتي بشأن خروج الدين للعالم عن طريق "فردية" معتنقيه في مقابل "تسييس الجماعة" واضحة أم لا، أرجو أن أكون قد نجحت في توصيل ما أقصده
المناقشة شيقة جداً وتدور في فلك "ما بين الصالح والأصلح" وهو من أشد الأشياء امتاعاً بدلاً من المناقشات المعتادة بين الصواب والخطأ = يعني مناقشات من نوع اللعب في الدماغ :-))

فادي: أصبحت كتابتك بالعربية مطلباً شعبياً :-))

 
At 12:01 PM, Blogger Darsh-Safsata said...

أعتقد فعلا أن هذا النقاش يتجه نحو نقاط اتفاق اكثر من المعتاد، وهذا أمر شديد الإيجابية

يبدو أنني كنت مهتما بموضوع المرجعية الدينية نتيجة نقاشات أخرى، والآن أصبحت النقاط أكثر وضوحا بالنسبة لي

إذا كنا نتكلم عن أن الدين كطاقة يمكن أن تحرك الناس تحركا إيجابيا نحو إصلاح أوضاع المجتمع دون أن نجعل من الدين وصيا على البلاد والعباد فلاشك أن ذلك يمكن أن يكون نقطة انطلاق إيجابية

ولكن المشكلة التي اعتقد انها تحتاج الى درجة عالية من الوعي لدى رجال الدين، ولا أعتقد للأسف انها متوافرة كثيرا، هو ان على رجال الدين أن يظهروا للناس مواطن الضعف والظلم في المجتمع وأن يحثوهم على السعي إلى تغيير هذه الأوضاع وذلك دون أن يضعوا لهم الخطط التي يجب أن يسيرو عليها لأنهم ان اخطأوا الطريق، ولا مفر من أن يخطئوا، فلن يلاموا هم ولكن سيلام الدين وكل ما يخرج منه
ويعتقد جهلاؤنا ان كل ما ينطق به رجل الدين هو حق ولا تشوبه شائبة، وهذا يُصَعب اكتشاف الخطأ وبالتالي القدرة على تصحيح المسار
لا نستطيع فقط أن نعتمد على قوة الدين في أن يقي نفسه من التلوث، لأن الدين أي دين لابد أن يتأثر بأراء وافعال القائمين عليه وان كنا نعني الاسلام والمسيحية تحديداً فقد تلوث تاريخهما مرارا وتكرارا على أيدي القائمين عليهم سواء من رجال الدين أو من الحكام الذين ينسبون أخطائهم إلى الدين
وهذه المشكلة تهدد المسيحية أكثر من الاسلام لأنه من شبه الحتمي أن تتفق الكنيسة على رأي واحد نتيجة لطبيعة تنظيمها فاذا ما أخطأت المسير فبئس العواقب
أما عن الاسلام فمن السهل التنصل من أي كلام يقوله أي شخص سواء كان مفتي أو شيخ أزهر أو زعيم ارهابي والكل يكفر الآخر، ولكن المشكلة الأكبر تكون لدى العامة من يجب أن يتبعون؟ فان لم يكن واضحا ان هؤلاء الرجال لا يتحدثون باسم الدين ولكن بنظرتهم الششخصية فقد تختلف الأمور
ولكن من عيوبنا الشديدة في المجتمع المصري هو اننا نقدس رجال الدين وأرائهم بصورة مبالغ فيها جدا وأعتقد أن هذا ارثا فرعونيا أصيلاً لذا فان تغييره يحتاج إلى مجهود كبير من كل ذي وعي
فليت القادة والعامة يضعون الدين في مكانه ليقوم بدوره في انقاذ البشر من ضعفاتهم ويوجههم لينقذوا البشرية من مآسيها بدلا من المآسي التي ترتكب يوميا باسم الدين

 
At 6:48 PM, Anonymous Anonymous said...

hey,
banners and html links to sharmrelief.com are now available at my site. plz try to put one on your site.
thank you

 

Post a Comment

<< Home

--