في لاهوت التحرير ، أو تحرير اللاهوت - 2
"الإنسان قبل الأديان"
(جمال البنّا)
و ماذا عن مصر؟أظن أن في واقعنا اليوم ما يجعل الحركات التحررية - مثل لاهوت التحرير - ضرورة ملحة و عاجلة. فدعونا نلقي نظرة سريعة على الوضع الحالي في مصر.
لدينا 58% من السكان تحت خط الفقر الدولي بحسب آخر تقارير الأمم المتحدة، لدينا نسبة أميّة تتعدي نصف عدد السكّان كذلك. لدينا سوء توزيع صارخ للموارد و للثروات، وهوة تزداد يوماً فيوماً بين الأغنياء و الفقراء. و لدينا أيضاً سلطة غارقة حتى أذنيها في تحالفات و مصالح مع الغرب و بخاصة الولايات المتحدة، وهي تقدم دوماً هذه المصالح على المصلحة الوطنية العامة. و انعدام للشفافية في تعامل الحكم مع الجمهور. و لدينا تمييز ضد الفقراء، و المهمشين، و الطبقة الوسطى و المرأة و الأقباط.و لدينا حكمٌ عسكري امتد أكثر من نصف قرن، و اعتقالات و مصادرة للصحافة و ديمقراطية شكلية ليس بها أي إصلاح حقيقي.
لدينا أيضاً في مصر شعب في غالبيته العظمى متدين. و يلعب الدين في حياة المصريين دوراً رئيسياً إن لم يكن الدور الرئيسي في التأثير في شتى مظاهر الحياة. و لدينا مثال في التنظير الديني للنظام السياسي: ففي الستينات و بعد قيام ثورة يوليو 1952 بشر رجال الدين بالنظام الاشتراكي، و نُشرت الكتب الدينية التي تنادي بالاشتراكية كواجب ديني و رسالة سماوية.ثم مع التحول الرأسمالي و قوانين الانفتاح الاقتصادي بدأ التبشير بالنظام الجديد تحت غطاء ديني أيضاً! و ظهرت "الرأسمالية الإسلامية" و "الاقتصاد الإسلامي" الذي تطور فيما بعد لما عُرف باسم شركات توظيف الأموال! و القصد من النموذج السسابق هو بيان مدى أهمية الدين في حياة مجتمعنا المصري، كذلك كيف تمّ استغلاال هذا لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية على حساب البسطاء.
لذا فنحن في أشد الحاجة لصيغة دينية تشبه لاهوت التحرير الغربي تحوز إجماع الناس و في الوقت ذاته تحررهم من مفاهيم التسلط و القهر في المجتمع.
هل من لاهوت تحرير مصري؟
يحاول بعض المفكرين منذ فترة التقديم لفكر لاهوت التحرير في المجتمع المصري.يجب أن نذكر هنا - وفي المقدمة- الأب وليم سيدهم اليسوعي الذي أخذ الرسالة على عاتقه. يشاركه الدكتور ميلاد حنا في بعض المقالات و الدكتور حسن حنفي كذلك. على أن النقد الأساسي لهؤلاء المفكرين يأتي -في رأيي- من موضعين:
الأول أن كلّ محاولاتهم السابقة هي محاولات نقل لا تمصير. و شتان بين الاثنين! فإذا كانت أحد أوجه المشكلة هي التبعية العمياء للغربن فإن الحل في رأيي لن يأتي مستورداً من الغرب (ولا من الشرق كما في نقل تجربة آسيا مثلاً) بل الحل أظنه يأتي انطلاقاً من واقعنا المصري و العربي الخاص. على أن النقل يظل مرحلة أولى و مطلوبة على طريق لاهوت التحرير المصري
أما الثاني فهو يتمثل في كون الفكرة لا تحظى بمصداقية كبيرة بسبب منشأها الغربي (الكاثوليكي) البعيد عن واقعنا ذي الغالبية الإسلامية. و أظن أن أي مفكر إسلامي سيتحفز لفكرة النقل عن لاهوتيين كاثوليك مثلاً بل أن مصطلح "لاهوت" في حد ذاته قد يكون منفراً للمسلم العادي على اعتبار أنه مرتبط بالمسيحية كديانة.
و لأن معظم من قدموا للاهوت التحرير مسيحيين، فقد زاد هذا الأمر تعقيداً. فظن البعض أن هذه إنما حركة إصلاحية مسيحية داخل الكنيسة ربما تحتاجها أكبر الكنائس عدداً في مصر و هي الكنيسة القبطية مثلاً لكنها لا تخص عموم المصريين. و الواقع أنها بدأت كذلك -كحركة إصلاح- و أن الكنيسة القبطية تحتاجها بشدة بالطبع. لكنني أظن أن المجتمع المصري المتدين يحتاج لفكر لاهوتي (ديني -فقهي) جديد يحرره من تراكماتا عصور سابقة. و أزعم أن على المؤسسة الدينية الإسلامية أن تتولى هذه الحركة التحررية في مصر.
هل يمككنا أن نحلم باليوم الذي يقف فيه علماء الإسلام في مواجهة السلطة و في صف فقراء المجتمع؟ هل يأتي يومٌ يقود فيه رجال الدين الثورة من أجل تحرير المجتمع من قيوده و من أجل تحرير العقول من سجنها؟
أظن أنه يوم سيظل بعيداً لأن الدين في مصر- مع الأسف- قد صار أداة تكبيل العقول و المجتمع لسنوات طويلة. و كما ذكرنا سابقاً فقد لعب رجاله دور المحلل و المنظر للنظم السائدة بدون أي وعي و لا استقلال حقيقي عن السلطة. و بدلاً من أن يصير الدين وسيلة الحرية لمجتمع لا يملك أغلبيته أدوات الاستقلال الإنساني، لعب بالبسطاء و اُستُخدم كأداة قمع و تخلف في يد السلطة الحاكمة.
هل من رجاء؟
حضرت ندوة نظمتها جمعية الجيزويت للنهضة الثقافية في الأسكندرية لمدة يومين في العام الماضي. كان العنوان هو "تجديد الخطاب الديني"و تحدث فيها كثيرٌ من المفكرين. لكن أبرز الكلمات كانت للأستاذ جمال البنّا -المفكر الإسلامي و شقيق مؤسس جماعة الأخوان المسلمين، أراد الرجل أن يتخيل شكل لاهوت التحرير في الإسلام فتحدث عمّا أسماه "العودة إلى المنابع" و إزالة ما علق بها من قشور النقل و التأويل و الوهابية و أظن أن جمال البنا لديه مفتاح التجديد الإسلاميفي حركته "حركة الإحياء الإسلامي" و مقولته الشهيرة "الإنسان قبل الأديان!"
هذا التجريد هو نفسه عند الدكتور حسن حنفي الذي تساءل عن مقاصد الشريعة الخمس و عن سبب تجمد فهمنا العام للدين منبهاً إلى أن فهم المجتمع قد تجمد في كل جهات الحياة فلماذا يُستثنى الدين؟
ماذا بعد؟
أرى في كل هذا رجاء نحو ما أسميه "لاهوت تحرير مصري" و أظن أن هذا الجدل لابد و أن يفضي إلى شكل ناضج كما كان الحال في بدايات لاهوت التحرير
تبقى المشكلة هي في انعزال النخبة المفكرة عن الجماهير المعنية بالمشكلة و المؤثرة في حلّها. أيضاً هناك مشكلة لإمكانية استخدام الجماعات الأصولية للاهوت التحرير طمعاً في شرعية مفقودة و في مزيد من الجماهيرية . و بالطبع المتحدي الرئيسي هو في السلطة الحاكمة و حلفائها من رجال الدين الرسمي
6 Comments:
انت عارف ان مقالتك دي حتجيبلك صداع محصلش من ناس كتيرة قوي
اولهم اللي كانوا بيايدوك اول باول ؟
:)
دكتور مينا ...اكتب تجربة تحرير اللاهوت المسيحية المصرية حتي ننظر في ملامحها الاولية ونري كيف بدات والي اي مستوي وصلت
انا مهتم بهذا الموضوع جدا
موضوع في غاية الروعة..
متكامل , غني و مهم .. شكر و تقدير
تعرضت في الآونة الأخيرة لمواقف كثيرة أوصلتني لنتيجة اصبحت حتمية -على المستوى الشخصي على الأقل- نحتاج للاهوت تحرير
..في شتى المجالات
يبدو أن ابن عبدالعزيز كان على حق عندما قال لك ان المقالة هتجيب لك الصداع وعلى فكرة انا من المتابعين لك دايما ومعجب بكتاباتك ولكن اسمح لي بعد ما صدعت ابن عبدالعزيز انني افتتح "تصديعك" ان جاز التعبير
:)
انني اعتقد ان هذا الموضوع يجب ان يناقش من ثلاث محاور وهي الاهداف والاسلوب والمرجعية
بالنسبة للأهداف فهي كما يبدو محاربة الفقر والظلم والتمييز والعنصرية
ولا أعتقد أن هناك اختلاف على هذه الأهداف مع أي أحد سواء كان من المؤمنين بلاهوت التحرير ام لا وسواء كان من المنادين بالماركسية او الليبرالية او الاسلام او الناصرية الخ فالجميع ينادون بذات - عفوا في التعبير - ذات الشعارات
وكقول أبي العلاء
شبيه صوت الناعي اذا ما قيس
بصوت المنادي في كل ناد
أما عن الوسائل فبالطبع هناك اختلافات كثيرة بين كل الاتجاهات وان كنت لم أرى ذكر للكثير من الوسائل في مقالتيك سوى الجزء الخاص بان "بعضهم دعا إلى المقاومة المسلحة إلا أن الغالبية رفضت هذا"ا
فلم أعرف اذا كان لاهوت التحرر قد حدد الأساليب التي تكفل الوصول إلى هذه الأهداف وماهي؟ وهل وضعوا نظم حكم ام نظام اقتصادي بحت ام ماذا؟ والسؤال الذي يهمني أكثر هو ما هو موقف من يختلف مع هذه الأساليب هل هو خارج عن الدين ام هو خائن لوطنه ام ماذا
ومن الذي يحدد هذه الاساليب هل هو قرار من البابا ام هو اجتماع الاساقفة والكهنة وهل هذه الاساليب مستمدة من تعاليم المسيح ام من كنائس العصور الوسطى اي ما هي مصادر هذه القرارات وما هو تاثيرها على المؤمنين
واذا كان لاهوت التحرير قد تاثر بالماركسية فهل معنى هذا انهم يعتبرون ان كل من يمتلك وسائل انتاج هو خارج عن الدين وهل يعني ذلك ان كل من ينتمي الى احزاب راسمالية سواء في الدول الكبرى او دول العالم الثالث هو من الساعين الى هدم الدين
ثم ناتي إلى الجزء الأخير الخاص بالمرجعية وهنا اعتقد انها كانت مشكلة واضحة في عملية التمصير، من الواضح ان لاهوت التحرير هو مستمد من المسيحية وكما ذكرت فانه استند الى
وضعوا مفهوماً جديداً للكنيسة وأهميتها، جاعلين المسيح قبل الكنيسة
و
أن رسالة "الحب الكلي" النابعة من الإنجيل تمتلك بُعداً سياسياً حقيقياً
و
........
ولا اعتقد ان ذلك يحتاج الى اثباتات كثيرة ولكنك انتقدت من قاموا بالنقل على اساس ان الفكرة لم تلقى مصداقية نظرا "لمنشاها" الغربي وانا لا ارى ان القضية هي مجرد قضية منشا وانما قضية مرجعية فما هي الاسس التي يمكن نقلها؟ لقد قلت "أن أي مفكر إسلامي سيتحفز لفكرة النقل عن لاهوتيين كاثوليك" وفي الحقيقة لا اعرف ما الذي يمكن نقله ان كانت المرجعية هي "العبور من مسيح التأملات المجردة إلى المسيح الذي صار حياً بجسده و دمه" ومن المعروف ان المقصود هنا هو الاله الخالق وليس مجرد رسولا للبشرية
فعلى ماذا يمكن ان يستند المفكر الاسلامي؟ الا اذا كنت تعني انه يمكن الاتفاق على الاهداف وهو ما لاجدال عليه او ان كل الاديان هي في النهاية تصب في ذات المعاني وان كنت لا اعرف ماهي ولكنني لن اجادل في هذا طالما ان ما تعنيه يندرج تحت لافتة الاهداف
وان كنت متاكدا من ان المنادين بلاهوت التحرر ينطلقون من الكثير من المبادئ الانسانية التي يمكن الاتفاق عليها مع كل البشر سواء كانوا من معتنقي الاديان ام لا الا ان ذلك لا يغير من انهم ينطلقون من مرجعية مسيحية لا يمكن ان يتشاركوا فيها مع اي احد من غير اتباعهم
لا اريد ان اتحدث كثيرا عن الاستناد الى المرجعيات الدينية في السياسة وهو ما تحدثت عنه على مدونتي وان كنت قد ركزت على المرجعية الاسلامية حيث انها المطروحة على الساحة المصرية الا انه يمكن مناقشة المرجعية المسيحية اذا ما كان ذلك مطروحا من احد
بالطبع هناك بعد مهم في دعوة لاهوت التحرر التي لم ارى لها تطبيقا حقيقيا الا في دول العالم الثالث - وهو ما يحتاج الى بحث - انها نجحت في تحريك الشعوب المغلوبة على امرها حيث ان هذه الشعوب تشترك معا في انخفاض درجات التعليم والوعي والذي يجعل من الدين المحرك الرئيسي لها ولكن حتى في هذه المجتمعات لم أرى نتائج ملموسة غير في جنوب افريقيا والتي لا يمكن ان ينسب الغاء العنصرية بها الى الكنيسة وحدها وان كان لا ينكر دورها وفي نيكاراجوا اشتركت الكنيسة في الثورة كما ذكرت حتى ان بعض الكهنة اشتركوا في الثورة المسلحة واخرين عملوا كوزراء في حكومة اورتيجا قبل ان يصدر لهم البابا الامر بالاستقالة، وبالرغم من ذلك لم استطيع ان ارى نتائج حقيقية تخص الاهداف مثل التحلص من الفقر مثلا
صدعتك كفاية ؟ نبقى نكمل مرة تانية
:)
هي المقالة دي كمالة الهدية بتاعتي ولا خلاص؟ :-)
طبعاً أنا أوافق ابن عبد العزيز في إن المقالات ممكن تجيبلك صداع، وأنا حاسة إنك لم تكمل بعد كل ما تريد قوله، ولكن خطرت على بالي هذه الأسئلة وأنا أقرأ:
1- هل تقصد - بالنسبة لمصر على الأقل - أن يكف رجال الدين عن كونهم رجال للسلطة يستخدمون لابقاء الحال على ما هو عليه، وأن يرفضوا الظلم في الحياة عموماً وليس بين جدران معابدهم، وأن يقفوا مع المعوزين والمحتاجين؟ أم أن يكونوا هم أنفسهم أداة ثورة سياسية تقوم من خلال الدين كما حدث في عدة أماكن حول العالم (وفي الأغلب كانت هذه الثورات مسلحة)؟
2- لا أعتقد أن مبادئ الأديان قريبة من بعضها أو واحدة إلى الحد الذي يسمح لمجتمع مختلط الأديان كمصر باقتباس المبادئ لجعلها وقود ثورة سياسية ضد الظلم، فالمسيحية مثلاُ بشارتها الأساسية: المحبة - يسوع المسيح وإياه مصلوباً، بينما الاسلام يعتمد في أركانه الأساسية على أفكار مختلفة تماماً، لذلك فقيادة ثورة سياسية من خلال الدين في مجتمع كلا ركنيه الأساسيين مكونات أصلية وليست دخيلة (بمعنى المسيحيون والمسلمون كلاهما من الشعب المصري أصلاً وليس منهم أقلية دخيلة أو مهاجرة مثل المسلمين في بلاد أوروبا مثلاً) فلدي شك كبير أن الفكرة قد تجمع ولا تفرق
3- على إنني لا أعارض اطلاقاً أن يكف القسس والشيوخ ورجال الدين عموماً عن "الميوعة" التي يتحلون بها تجاه القضايا الاجتماعية على افتراض حسن النية و"التبعية" الحكومية التي يتميزون بها للغاية على افتراض سوء النية، وذلك في ما يتعلق بدورهم كرجال دين، وليس بمعنى قيادة ثورة اجتماعية أو سياسية تحت لواء ديني
4- ستبقى مشكلة "تديين" قضايا معينة: هل سيعتبر المخالف في الرأي "غير مسيحي"؟ ألن يدخلنا هذا في شرك الحكم على الأفراد "دينياً" حسب اتجاهاتهم "السياسية"؟ أنا أخشى جداً على الأديان من تلوثها بالسياسة، فقد حمل قسوس مسيحيون السلاح ليقتلوا اخوان لهم في الانسانية في أمريكا الجنوبية (ولكن لا ينكر أن هناك من دعوا للمقاومة السلمية على طريقة غاندي) فهل هذا من أهداف المسيحية؟
5- إن ما أرى أنه سيكون رائعاً هو أن يعلم رجال الدين (ونساؤه :-)) الأفراد الذين يقومون بمشورتهم ألا يحصروا أديانهم في جدران المعابد بل أن يسيروا بها في داخلهم إلى العالم كله: بمعنى كم مرة رأيت شخصاً خاشعاً يضع نقوداً في صندوق العطاء بالكنيسة ثم يخرج ليتأفف من جلوس طفل حاف قذر الثياب عند سيارته اللامعة؟ الأديان لا يجب أن تخرج في شكل توجه سياسي جماعي إنما في شكل أخلاق يحملها أفرادها إلى العالم - وهي أخلاق لم تظهر فقط في الديانات السماوية إنماظهرت قبلها بآلاف السنين من روح الانسان نفسها
6- تبقى النقطة التي أثرتها قبلاً تعليقاً على مقالة ابن عبد العزيز :"مالذي لدى الأديان لتكسبه من دخولها معترك السياسة؟" وماذا سأستفيد لو ربح المجتمع وخسر الدين نفسه كعلاقة بين الانسان والله؟
مد إيدك جنب الكمبيوتر هتلاقي علبة بنادول اكسترا - خد اتنين بكباية مية، والصداع هيروح على طول انشاء الله :-)
سلام
هذا صداع جميل و مفيد!
درش و سقراط: حاولت الإجابة عن أسئلتكما في الجزء الثالث من المقال
لا أختلف معك في نقطة الأهداف، لكن المرجعيات ليست مسيحية بحتة بل "بدأت من المسيحية" و في هذا يمكن تطبيقها في أديان كثيرة أخرى
و أظن أن الإسلام لديه مفتاح حل أسهل بكثير من المسيحية في نقاط كثيرة بداية من أنه لا كهنوت عنده فهو قد قطع شوطاً طويلاً بهذا المبدا في لاهوت التحرير دون أن يدري
أما الوسائل فليس لديّ إجابة و لأأظن أن لاهوت التحرير نفسه ليس لديه إجابة. فهو في رأيي مسيرة تبدأ من الحرية و ترنو أن تنتهي إليها
أنتظر مزيداً من صداعك اللذيذ يا درش!
سقراط:
- لا أعتقد أن مبادئ الأديان قريبة من بعضها أو واحدة إلى الحد الذي يسمح لمجتمع مختلط الأديان كمصر باقتباس المبادئ لجعلها وقود ثورة سياسية ضد الظلم،
كيف هذا؟
أعتقد أن جميع الأديان على اختلافها تسعى لمصلحة البشر و أنها جميعاً بشكل أو بآخر احتاج للتحرر من تراكمات تاريخية و سياسية عظيمة حتى تعود إلى أهدافها.
المسيحية فيها وجه المسيح المقهور و هذا كان شرارة لاهوت التحرير، و في الإسلام الشيعي هناك الحسين الشهيد، و عند السنة هناك الإسلام الغريب الذي سيعود غريباً و هناك بداية الدعوة المطاردة من الأغلبية المسيطرة... إلخ و في البوذية هناك البوذا الفقير باختياره تضامناً مع الفقراء
فأنا أظن أن وجه المسيح المقهور حاضر بقوة في الديانات الأخرى و هذه قد تكون نواة أرضية مشتركة للاهوت تحرير جديد
ستبقى مشكلة "تديين" قضايا معينة: هل سيعتبر المخالف في الرأي "غير مسيحي"؟
لا أظن، لأن من ركائز التحرير هو قبول الآخر على اختلافهو النضال معه من أجل مجتمع أفضل
لم يفلح البنادول معي لأنني أحببت هذا الصداع البناء
greatttttt article keep on writing and dont surrender
Post a Comment
<< Home