Sunday, July 03, 2005

لقطات - 4

6
هتافات تعلو من هنا و من هُناك. هتافات بكلّ ألوان الطيف السياسيّة. واحد يصرخ وحده بأعلى صوته: " أعلى نسبة سرطان فيكي يا مصر" في حاولة لاستفزاز عسكر الأمن المركزي. بصرف النظر عن مدى صحة المعلومة فإن الرجل بدى متحمساً لها جداً و اتخذها دليلاً لا يقبل الجدال عن فساد السلطة في مصر!
آخرون يهتفون من أجل إطلاق سراح المعتقلين. لافتات من أجل إطلاق جريدة الشعب المُصادرة. لافتات و هُتافات لحزب التجمع. يمكن أن تجد اثنين يهتفان بجانب بعضهما ثم يبتعدان بسبب اختلاف الهتافات. رابعة تهتف : " تسقط أمريكا" و لا أحد يستجيب لهتافها...
أتساءل: هل يمكن أن يكون هذا هو معنى الفوضى البناءة؟
تحديث: في حوار مع صاحب الأشجار بعد المظاهرة لفت نظري إلى حقيقة هامة أخرى. معنى تعدد الاتجاهات الحقيقي هو أن زمن الصمت قد انتهى ، فإذا لم تتكلم عن نفسك لن يتكلم أحدٌ عنك!

7
زيتونة شرقية تخاطب عساكر الأمن المركزي. تحاول أن تشرح لهم أهداف المظاهرة في لطف. تبدو لغتها غريبة عنهم أو أنهم نظروا إليها كسائحة من بلدٍ آخر! يقترب علاء و يشير لحامل إحدى اللافتات التي تحمل صورة تعذيب عساكر الأمن المركزي لأحد الشباب بالاقتراب . يسأل العسكري: إنت شايف ده معاه سلاح؟ يرد: لا. طيب بيضربوه ليه؟؟ يرد العسكري في برود: أوامر يا باشا. يلتفت علاء للضابط و يسأل في هجوم: بتدو أوامر كده ليه؟ بتدوهم أوامر يضربونا ليه؟
الإجابة: ابتسامة لا تحمل أي معاني!

8
لافتة أثّرت فيّ كثيراً تلك التي كان مكتوباً عليها أسماء ضحايا التعذيب في السجون. لم تحوِ أية شعارات و لا احتجاجات، فقط كتبت أسماء المتوفين مؤرخة بسنوّ وفاتهم. بدا الأمر صادماً حتى لمن كانت معي عندما سألتني في ذهول: معقول؟ كل دول ماتوا في السجون؟ و ماتوا من إيه؟

9
يقترب مني رجلٌ و يسألني: هو في إيه؟ ترد عليه زيتونة شرقية بأن هذه مظاهرة من أجل الاحتجاج على التعذيب و استمرار النظام.. إلخ
بعد قليل نلمح أحد الضباط يشير إليه من خارج الكردون فيذهب الرجل ناحيته بسرعة

10
أنصرف قبل انتهاء المظاهرة متوجهاً لمحطة القطار. أسافر إلى صعيد مصر في فترة تأمل قصيرة على خُطى العائلة المقدسة في مصر.

11
ليلة المظاهرة: أقابل شباباً من الكنيسة . يخبرني أحدهم: تصور أن هناك مظاهرة غداً عند كنيسة الزيتون؟! أباغته: و هل ستذهب؟ يتردد و يسألني هل أنا ذاهب فأخبره بأني أنوي الذهاب ما لم يمنعني شيء عن ذلك. و ما الجدوى؟ يسأل. إذا لم يكُن الرئيس هو الفائز فالبديل هو التيار الإسلامي. ينضم إلينا آخرون و نتحدث عن الموضوع بهدوء. و ماذا سنفعل في مواجهة التيار الإسلامي؟ يسأل أحدهم. أجيب بأن ربما كان علينا تشجيع الحركات الإصلاحية العلمانية و التي أبدأ في ذكرها لهم. يندهش الكثيرون من تعددها و يتحمس بعضهم للمشاركة في مظاهرة الزيتون

2 Comments:

At 6:23 AM, Blogger Majd Batarseh said...

..شكرا للبث الحي والمباشر

 
At 1:05 PM, Anonymous Anonymous said...

THATS GREAT WE ALL NEED TO SUPPORT SERCULISM NOT FOR MUSLIMS OR COPTS BUT FOR EGYPT

 

Post a Comment

<< Home

--