النبي الإفريقي 4
مهداة إلى جيفارا و زرياب، الثائرَين
و فيما هو يتكلم، إذا بجمهور يسير في احتجاجٍ نحو القصر
فكفَّ عن الحديث و سار مع المحتجين
و في الغروب،
جلسَ المصطفى تحتَ شجرةٍ يرقبُ نهاية النَّهار
فاقترب إليه اثنان من تلاميذه سائَلين:
"يا مُعلِّم، حدثنا عن الثورة"
فملأ عينيه حنينٌ غامضٌ
و لمع وجهه كلَمعان البرق
ثم التفت إليهما و قال:
" الثورة كما الحب
كلاهما نارٌ تحرق القلوب
فتمتد منها
إلى طرقٍ لا يعلمها أصحابها!
و كلاهما قد ألقته الآلهة
في نفوس البشر
كيما يذوقوا بعضاً من طبيعتهم المقدسة!"
فسأله تلميذٌ:
"يا معلم، كيف أنهما كذلك
و هما أيضاً مصدر شقاءٍ و عذابٍ
للبشر؟"
فابتسم ابتسامةَ طفلٍ
و قال:
" هما أبناء الحرية
فإذا ما وُلدا من سواها
صارا كالسقط بلا حياة"
فتعجب الآخر:
"لكننا نثور من أجل الحرية!"
أما هو فقال في حزم:
"الثورة الحقيقية
هي فائض نار الحرية في قلب البشر
كما المحبة الحقيقية
هي فائض نور الله في قلوبهم!
فإن لم تكونوا أحراراً
فلا تثوروا و لا تحبوا
لأنكم لن تستطيعون.
فالحريّةُ هي أم الثورة
كما أنها أم الحبِّ أيضاً
و أمُّ جميع الفضائل
لأن الحرية هي أصل الوجود كلّه
و هي المبدأ، و الأساس
إذ هي جوهر طبيعة الله!"
م
للمزيد:
اقرأ النبي الإفريقي 1 و 2 و 3
فكفَّ عن الحديث و سار مع المحتجين
و في الغروب،
جلسَ المصطفى تحتَ شجرةٍ يرقبُ نهاية النَّهار
فاقترب إليه اثنان من تلاميذه سائَلين:
"يا مُعلِّم، حدثنا عن الثورة"
فملأ عينيه حنينٌ غامضٌ
و لمع وجهه كلَمعان البرق
ثم التفت إليهما و قال:
" الثورة كما الحب
كلاهما نارٌ تحرق القلوب
فتمتد منها
إلى طرقٍ لا يعلمها أصحابها!
و كلاهما قد ألقته الآلهة
في نفوس البشر
كيما يذوقوا بعضاً من طبيعتهم المقدسة!"
فسأله تلميذٌ:
"يا معلم، كيف أنهما كذلك
و هما أيضاً مصدر شقاءٍ و عذابٍ
للبشر؟"
فابتسم ابتسامةَ طفلٍ
و قال:
" هما أبناء الحرية
فإذا ما وُلدا من سواها
صارا كالسقط بلا حياة"
فتعجب الآخر:
"لكننا نثور من أجل الحرية!"
أما هو فقال في حزم:
"الثورة الحقيقية
هي فائض نار الحرية في قلب البشر
كما المحبة الحقيقية
هي فائض نور الله في قلوبهم!
فإن لم تكونوا أحراراً
فلا تثوروا و لا تحبوا
لأنكم لن تستطيعون.
فالحريّةُ هي أم الثورة
كما أنها أم الحبِّ أيضاً
و أمُّ جميع الفضائل
لأن الحرية هي أصل الوجود كلّه
و هي المبدأ، و الأساس
إذ هي جوهر طبيعة الله!"
م
للمزيد:
اقرأ النبي الإفريقي 1 و 2 و 3
6 Comments:
النبي الأفريقي ده عاجبني جدًا! ـ
i feel the same as M.Y. !
هو نبيٌّ بسيط كالأرض التي خرج منها
بلا كتب لأن كتابه الإنسان ذاته
و بلا معجزات لأن معجزته هي الكون من حوله
و لا يملك من أسلحة إلا الرجاء!
شكراً زيتونة
لاحظت موضوع الآلهو و الله بعد أن انتهيت من كتابة الفقرة لكنني اعتذرت لنفسي بأنني كنت متأثراً في الإشارة الأولى بقصة بروميثوس من الإلياذة،
الإله الذي سرق النار الإلهية من زيوس و ألقاها بين البشر
http://photo-language.blogspot.com/2005/07/science.html
لذا رأيت أن أبقيها كما هي و إن كانت متناقضة مع الإشارة الثانية لله
أما كون الحرية جوهر طبيعة الله فهو متروك لخيال القاريء و انفتاح ذهنه على إشارات النص، لاحظي أن هذا نص أدبي و ليس فلسفياً و بالتالي لا يعتمد بالكليّة على النتائج المنطقية
على كل حال ربما هذا فعلاً يضعف النص
محاولة جميلة جدا ً يا أفريكانو و إن جعلتني أفكر أيهما جاء قبل الآخر..الحرية أم الثورة (سؤال جدلي مش أكتر) إلا أنه جميل فعلاً أن يكون لدينا جبران آخر
ألف شكر على الإهداء الجميل
لو كنت بعرف كيفما يوسف
هل كنت هحيى كيفما يحيى
ماشى مع الماشيين
مخنوق ف لبيسة قلم
ولبيسة الملك صاحيين
فلياه يعيش فلياه يعيش ..يحيا
قلمك جميل ..وألمك أجمل ..........
ملحوظة :ما فيش حاجة تعبر عن شكرى على إهداءك الرقيق اللى فاجئنا وأسعدنا جداجداجدا
Post a Comment
<< Home