Saturday, July 09, 2005

النبي الإفريقي 4

مهداة إلى جيفارا و زرياب، الثائرَين

و فيما هو يتكلم، إذا بجمهور يسير في احتجاجٍ نحو القصر
فكفَّ عن الحديث و سار مع المحتجين

و في الغروب،
جلسَ المصطفى تحتَ شجرةٍ يرقبُ نهاية النَّهار
فاقترب إليه اثنان من تلاميذه سائَلين:

"يا مُعلِّم، حدثنا عن الثورة"

فملأ عينيه حنينٌ غامضٌ
و لمع وجهه كلَمعان البرق
ثم التفت إليهما و قال:

" الثورة كما الحب
كلاهما نارٌ تحرق القلوب
فتمتد منها
إلى طرقٍ لا يعلمها أصحابها!

و كلاهما قد ألقته الآلهة
في نفوس البشر
كيما يذوقوا بعضاً من طبيعتهم المقدسة!"

فسأله تلميذٌ:
"يا معلم، كيف أنهما كذلك
و هما أيضاً مصدر شقاءٍ و عذابٍ
للبشر؟"

فابتسم ابتسامةَ طفلٍ
و قال:
" هما أبناء الحرية
فإذا ما وُلدا من سواها
صارا كالسقط بلا حياة"

فتعجب الآخر:
"لكننا نثور من أجل الحرية!"


أما هو فقال في حزم:
"الثورة الحقيقية
هي فائض نار الحرية في قلب البشر
كما المحبة الحقيقية
هي فائض نور الله في قلوبهم!
فإن لم تكونوا أحراراً
فلا تثوروا و لا تحبوا
لأنكم لن تستطيعون.



فالحريّةُ هي أم الثورة
كما أنها أم الحبِّ أيضاً
و أمُّ جميع الفضائل

لأن الحرية هي أصل الوجود كلّه
و هي المبدأ، و الأساس
إذ هي جوهر طبيعة الله!"
م



للمزيد:
اقرأ النبي الإفريقي 1 و 2 و 3

6 Comments:

At 3:51 PM, Blogger Milad said...

النبي الأفريقي ده عاجبني جدًا! ـ

 
At 7:05 PM, Blogger Majd Batarseh said...

i feel the same as M.Y. !

 
At 7:48 PM, Blogger African Doctor said...

هو نبيٌّ بسيط كالأرض التي خرج منها
بلا كتب لأن كتابه الإنسان ذاته
و بلا معجزات لأن معجزته هي الكون من حوله
و لا يملك من أسلحة إلا الرجاء!

 
At 10:41 AM, Blogger African Doctor said...

شكراً زيتونة
لاحظت موضوع الآلهو و الله بعد أن انتهيت من كتابة الفقرة لكنني اعتذرت لنفسي بأنني كنت متأثراً في الإشارة الأولى بقصة بروميثوس من الإلياذة،
الإله الذي سرق النار الإلهية من زيوس و ألقاها بين البشر
http://photo-language.blogspot.com/2005/07/science.html

لذا رأيت أن أبقيها كما هي و إن كانت متناقضة مع الإشارة الثانية لله
أما كون الحرية جوهر طبيعة الله فهو متروك لخيال القاريء و انفتاح ذهنه على إشارات النص، لاحظي أن هذا نص أدبي و ليس فلسفياً و بالتالي لا يعتمد بالكليّة على النتائج المنطقية
على كل حال ربما هذا فعلاً يضعف النص

 
At 1:40 AM, Blogger Guevara said...

محاولة جميلة جدا ً يا أفريكانو و إن جعلتني أفكر أيهما جاء قبل الآخر..الحرية أم الثورة (سؤال جدلي مش أكتر) إلا أنه جميل فعلاً أن يكون لدينا جبران آخر

ألف شكر على الإهداء الجميل

 
At 9:18 AM, Blogger Zeryab said...

لو كنت بعرف كيفما يوسف
هل كنت هحيى كيفما يحيى
ماشى مع الماشيين
مخنوق ف لبيسة قلم
ولبيسة الملك صاحيين
فلياه يعيش فلياه يعيش ..يحيا




قلمك جميل ..وألمك أجمل ..........
ملحوظة :ما فيش حاجة تعبر عن شكرى على إهداءك الرقيق اللى فاجئنا وأسعدنا جداجداجدا

 

Post a Comment

<< Home

--