كواليس - 2
- لازم تشربوا حاجة، جبنم معاكم إللى هاتقروه؟
- لا لكن يمكن الحصول عليه من الإنترنت الآن
(في امتعاض): - حسناً في الداخل أجهزة كمبيوتر و وصلة أنترنت
...
بريدي الألكتروني لا يفتح، أنزل لإحضار النص من سيارتي. عندما أعود أجدهم قد بدأوا التصوير مع محمد.
أجلس على المكتب المقابل و أتأمل ما يفعلون. هكذا يصنعون الوجوه التي تملأ الشاشات إذاً!
الأمر كله كاميرا و شريط و مصور محترف ثم مونتاج و ... و تخرج الصور التي تملأ عيون الناس و أيامهم و لياليهم!
أتجول بعيني في المكان، و أتفحص عناوين الأرشيف:
الجرائد المصرية - انتخابات الرئاسة - الإرهاب - كفاية -....
يعجبني النظام و يعجبني الجو الذي يسيطر على المكتب
...
يحين دوري، فننتقل إلى غرفة أخرى للتصوير
يطلب مني أن أتصفح المدونة و أن أتظاهر بالكتابة (دون تفكير عميق هذه المرة!) فأكتب تعليقاً على تدوينتي السابقة. ثم يطلب مني صفحة بها صورة (و هم قليلون في مدونتي) فأفتح ما كتبته في ذكرى ناصر العام الماضي.لكن الصورة لا يمكن تكبيرها، فيختار دعوة لإحدى التظاهرات لتكون خلفي أثناء الحديث.
....
يسألني كالمعتاد، عن بداية التدوين، و المخاطر (؟) و موضوعاتا مدونتي و عن تخيلي للمستقبل
ثم نذهب للنافذة حيث يطلب مني الوقوف و الظهور كأنني أفكر
لا أعلم كيف يمكن معرفة إن كان الشخص يفكر أم لا إن هو نظر من نافذة. لكنني على أي حال أطعت أوامره
- اقلع النضارة، البس النضارة، تجول بعينيك في المنظر....
...
-خلاص كدة، ألف شكر يا شباب!
نلتفت لبعضنا بعضاً متسائلين، و لكن ليس ثمة إجابة واضحة
"كائنات إعلامية" لفظ مهذب لما كنا عليه خلال الساعة الماضية! كائنات مطيعة تفعل ما يُطلب منها دون اعتراض.
أو غرباء في عالم لا ندري عنه شيئاً، يقودنا أحد سكان هذا العالم الجديد. أو تلاميذ في مدرسة أبتدائية ينتهون من أول اختبار لهم، ذروة الانفعال ثم النزول من اعلى الجبل في لحظات!
الآن ليس علينا سوى انتظار النتيجة - أقصد عرض البرنامج
...
و حين يغلق الباب ننفجر في الضحك على كل شيء و من كل شيء
...
هكذا نخرج لأول مرة إلى النور، إلى العَلَن... مروراً بطريق "الكواليس"!
م