لقطات - 5
مظاهرات ما بعد النتيجة بدأت، و بالأمس كانت المسيرة من ميدان الدقي حتى شارع جابر بن حيّان حيث مقر مباحث أمن الدولة. إليكم بعض اللقطات من هناك
1
المظاهرة قرب منزلي، فرصة جيّدة كي أتمشى إلى حيث بدايتها. في طريقي أسمع بعض الناس يتحاكون: "هاياخدوا على قفاهم طبعاً!! همّا فاكرين إيه؟" " مظاهرة إيه دي؟ - حاجة اسمها كفاية!"
أفكر في نفسي أن لكل واحد عالمه الخاص حقاً! و الغريب أن أفكارنا تُطرح كأنها أمرٌ واقعٌ غير قابل للنقاش، الكل يعلم - أو لا يعلم - و الكل عنده الخبر اليقين
2
لا أمن!! لا كوردون يحيط بالنتظاهرين. فقط العسكر و الضباط العاديون كأنهم ينظمون المرور في يوم مختنق. الأسئلة تنهمر علىّ: هدوء ما قبل العاصفة؟ مصيدة؟ تغير حقيقي؟ لا يهم الآن ! المهم أن كثيرين سيتشجعون للمشاركة بعد أن أصبحت بلا خطر حقيقي. أظن أن هذا مكسب للحركات الوطنية و أحسب أن الأعداد ستزداد في المظاهرات القادمة.
3
العدد يزداد بالفعل كما لاحظ عمرو كلما تقدمت المسيرة. يسير الجميع في شارع التحرير ذهاباً ثم رجوعاً. بعدها يدخلون شارع الدقي. ألمح وجوهاً أعرفها في الشرفات -جيران و أصدقاء- و أحاول أن أختفي عن أعينهم. كثيرون يشجعوننا من الشرفة، آخرون يشربون الشاي و يشاهدون عرضاً لمظاهرة مجاناً!
يلفت انتباهي نوعان من المشاركين: أهالي المعتقلين، و كنت قد شاهدتهم على شاشات التليفزيون من قبل في مظاهرات سابقة. و الآخرون -الأهم في نظري- أشخاص من الطبقة الفقيرة، كسيدة تحمل طفلتها و يبدو عليهما الفقر الشديد، أو آخر يبدو كأنه بائع متجول. هل هم وقود الثورة، أم أنهم يتحركون معها ليطالبوا بحقوقهم لأول مرة؟
4
ألمح صوراً لجمال عبد النّاصر و أبتسم! مازال الزعيم يبتسم في رومانسية الثورة، و مازال رمزاً لبراءتها. أسأل من معي عمّن يحملونها، فيخبرني أنهم من حزب الكرامة. هل هي دعاية لهم إذاً؟ أم استغلال لرمز يلهب قلوب الجموع؟ أم استلهام حقيقي لمباديء ثورية قديمة؟
5
نمرُّ من تحت منزل الأستاذ محمد عودة و نتوقف لتحيته.ينهض الأستاذ في شرفته و يشير للمتظاهرين مشجعاً و أستطيع من بعيد أن أميز ابتسامته التي لا تفارقه. كنت قد رأيته منذ شهور عندما كان في المستشفى، و بالمصادفة كنت أحضر دورة للمهارات الجراحية في نفس المكان. أعجبني أن نحييه، و أن يحيينا و أن تتواصل الحركة الجديدة مع مفكر عجوز الجسد و شاب الروح مثله.
م
1
المظاهرة قرب منزلي، فرصة جيّدة كي أتمشى إلى حيث بدايتها. في طريقي أسمع بعض الناس يتحاكون: "هاياخدوا على قفاهم طبعاً!! همّا فاكرين إيه؟" " مظاهرة إيه دي؟ - حاجة اسمها كفاية!"
أفكر في نفسي أن لكل واحد عالمه الخاص حقاً! و الغريب أن أفكارنا تُطرح كأنها أمرٌ واقعٌ غير قابل للنقاش، الكل يعلم - أو لا يعلم - و الكل عنده الخبر اليقين
2
لا أمن!! لا كوردون يحيط بالنتظاهرين. فقط العسكر و الضباط العاديون كأنهم ينظمون المرور في يوم مختنق. الأسئلة تنهمر علىّ: هدوء ما قبل العاصفة؟ مصيدة؟ تغير حقيقي؟ لا يهم الآن ! المهم أن كثيرين سيتشجعون للمشاركة بعد أن أصبحت بلا خطر حقيقي. أظن أن هذا مكسب للحركات الوطنية و أحسب أن الأعداد ستزداد في المظاهرات القادمة.
3
العدد يزداد بالفعل كما لاحظ عمرو كلما تقدمت المسيرة. يسير الجميع في شارع التحرير ذهاباً ثم رجوعاً. بعدها يدخلون شارع الدقي. ألمح وجوهاً أعرفها في الشرفات -جيران و أصدقاء- و أحاول أن أختفي عن أعينهم. كثيرون يشجعوننا من الشرفة، آخرون يشربون الشاي و يشاهدون عرضاً لمظاهرة مجاناً!
يلفت انتباهي نوعان من المشاركين: أهالي المعتقلين، و كنت قد شاهدتهم على شاشات التليفزيون من قبل في مظاهرات سابقة. و الآخرون -الأهم في نظري- أشخاص من الطبقة الفقيرة، كسيدة تحمل طفلتها و يبدو عليهما الفقر الشديد، أو آخر يبدو كأنه بائع متجول. هل هم وقود الثورة، أم أنهم يتحركون معها ليطالبوا بحقوقهم لأول مرة؟
4
ألمح صوراً لجمال عبد النّاصر و أبتسم! مازال الزعيم يبتسم في رومانسية الثورة، و مازال رمزاً لبراءتها. أسأل من معي عمّن يحملونها، فيخبرني أنهم من حزب الكرامة. هل هي دعاية لهم إذاً؟ أم استغلال لرمز يلهب قلوب الجموع؟ أم استلهام حقيقي لمباديء ثورية قديمة؟
5
نمرُّ من تحت منزل الأستاذ محمد عودة و نتوقف لتحيته.ينهض الأستاذ في شرفته و يشير للمتظاهرين مشجعاً و أستطيع من بعيد أن أميز ابتسامته التي لا تفارقه. كنت قد رأيته منذ شهور عندما كان في المستشفى، و بالمصادفة كنت أحضر دورة للمهارات الجراحية في نفس المكان. أعجبني أن نحييه، و أن يحيينا و أن تتواصل الحركة الجديدة مع مفكر عجوز الجسد و شاب الروح مثله.
م
0 Comments:
Post a Comment
<< Home