Thursday, September 15, 2005

لقطات - 6

6
أشاهد مجدي حسين يحاوره أحد الصحفيين. أقترب محاولاً أن أسمع ما يقول، لكن يلفت انتباهي أمرٌ آخر: أحد المارة يصيح محاولاً التشويش على الحوار.
"مصر عمرها ما كانت كده! حرام عليكم... فيه حد يعمل كدة في بلده؟" يقصد أن المظاهرات جديدة على مصر (؟!) و كان منفعلاً جداً و هو يزداد صياحاً. يناقشه أحد المتظاهرين و أبتعد في دهشة.

7
وقفة من جديد. أحد من يهتفون يعلن خبراً في الميكروفون: "فاروق حسني استقال منذ ساعة!" الكلّ يهلل كأنه أحرز نصراً شخصياً. التصفيق يعلو و معه الهتاف. ثم تستكمل المظاهرة مسيرتها. أشعر بالسعادة

8
نصل لمقر مباحث أمن الدولة. تسد الطريق مدرعة لم أشاهم مثلها من قبل. (هل من قبيل الجهل السياسي أن أقول أنني لم أكن أعرف أن هناك مقراً للمباحث قرب منزلي؟) على العموم، منعوا المظاهرة من الدخول عند المقر. يتوقف الجمع و يقود كمال أبو عيطة الهتاف : "السلخانة أهيه.. السلخانة أهيه" مشيراً ناحية شارع جابر بن حيّان. يؤذن المسجد المجاور لآذان المغرب فيصمت الجميع. لحظة خشوع! ثم دعاء قصير على الظالمين بعد الصلاة ، أقول آمين في سري

9
"الباشوات" واقفون بعيداً يرقبون. لا انفعالات ولا غضب. فقط نظرات قاسية مثلجة ناحية الجمع. كأنهم ينتظرون أن ينتهي الهتاف حتى يعود كل شيء كما كان... يفرقون المتظاهرين، و ينادي محمد عبد القدوس على الشباب أن ينصرفوا.ترجع المسيرة في اتجاه ميدان الدقي من جديد

10
أنصرف حتى ألحق بميعاد عملي.أسرع الخُطى حتى أسبق المظاهرة. عدد الضباط يقل شيئاً فشيئاً، ثم أتبين المخبرين "السريين" (من يكون الشخص الواقف بلا عمل محدد تحت كوبري الدقي بجانب مظاهرة؟ اختبر ذكاءك!) يقل عددهم كلما ابتعدتُ عن الميدان، بينما تعود الحياة لطبيعتها كما كانت. كأنني خارجٌ من حلم إلى حقيقة أو من الحقيقية إلى حلم. عالمان مختلفان، كلاهما يضج بالحركة و بالخطر، هنا -داخل المظاهرة- مناضلون من أجل الحرية، و هناك - خارجها - من يُقتلون كل يوم على مذبح الحياة حالمين بيوم جديد

1 Comments:

At 6:17 PM, Blogger Majd Batarseh said...

first i have to thank you for your description conveys every single detail in a manner so real & true that i feel i was there..
i felt so thrilled when i realized that the change is coming & that change is in every egyptian even those indifferent still unmoved spectaculars whose senses have changed are on their way too & i guess this is all what it is about.. change & of course for the better ..
go on.. continue.. never stop.. because you are planting the revolution is the youngsters' hearts & egypt will reap the fruits eventually sooner or later
may God Bless

 

Post a Comment

<< Home

--