Tuesday, June 28, 2005

مواساة

إهداء: إلى أصدقائي الذين
تعرضوا للإهانة

لا تحزنوا،
ففي ضعفِكم
عزمٌ جميل
و قوة ميلاد
فجر يومٍ جديد!

لا تحزنوا،
لأنَ الكِلابَ
لا تمنع شجرةً جيدةً عن الثمر
إن هي ازدادت نباحاً تحتها!

لا تحزنوا،
فإن الثورةَ و الحبَّ
كلاهما نارٌ
تحرق يدَ من يحاول إخمادها!

ه




Thursday, June 23, 2005

لا للتعذيب

تساؤل

مظاهرة الشموع كانت رائعة! كأننا في باريس..."
"مظاهرة السيدة في حراسة الأمن"
مظاهرة شبرا - كما سمعت بالأمس- تقريباً بدون اجراءات أمنية
...
ماذا حدث للأمن؟
سؤال يشغلني بقوة هذه الأيام... كيف تغيرت ردود أفعالهم تجاه المعارضين في فترة لم تتجاوز الشهر؟
تخطر ببالي اجابات محتَمَلة
ضغوط خارجية؟ (الآنسة كوندي مثلاً!)
هدوء يسبق العاصفة؟ (كمين منصوب حتى المظاهرة الثالثة أو الرابعة!)
مناورة حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية؟ (وبعدين هاتشوفوا اللي هايجرالكم!)
تغيير حقيقي في السياسة الأمنية؟
...
الموضوع مفتوح للنقاش

Friday, June 17, 2005

لقطات - 2

6
أقف تحت إحدى اللافتات التي يمسك به أحد الأصدقاء و يتدلى منها قلم أحمر. يخبرني أنني يمكن أن أكتب ما أريد فأكتب "كفاية طواريء" و يكتب محمد "كفاية فساد" . في لحظة ما صرتُ واحداً من المتظاهرين و ليس مجرد مشاهد أو حتى مشارك. لاحقاً كنت أتتبع إلى أين كانت تسير هذه اللافتة

7
أنظر إلى وجوه الضباط (الباشوات كما سماهم أحدهم) و أحاول أن أتحسس ردود أفعالهم عند هتافات صريحة معادية لمبارك أو لوزير الداخلية. لكنهم يبدون كمن لا يسمع أو كأنهم لا يبالون بما يسمعون! أتساءل ما الذي يدور في أذهانهم؟ هل هم أيضاً ثائرون على النظام و على الظلم أم أنهم يكرهوننا بشدة أم أنهم مجرد موظفون يؤدون عملهم دون مشاعر؟

8
تظهر المظاهرة المضادة لتأييد الرئيس مبارك. يتسلل الخوف إليّ من جديد مع مزيج من السخرية و الشفقة. نلاحظ صورة مقلوبة لمبارك يرفعها أحد "المؤيدين". بينما تقترب المظاهرة تنقسم مظاهرتنا نصفان: نصف يذهب في اتجاه بعيد بينما يصر البعض على البقاء و المواجهة "البلطجية جايين امسكوا في بعض" يزداد خوفي لكني أفضل أن أبقى في مكان المواجهة

9
عساكر الأمن المركزي يتضاحكون فيما بينهم، وجوههم يبدو عليها البؤس الشديد و اللامبالاة. أحد المتظاهرات تخاطبهم "انتوا اللي لازم تقوموا بالثورة" في محاولة لاستمالتهم لكنهم يبدون كمن لا يسمعونها. تسأل السيدة الضابط االذي يفتح لها الحاجز حتى تخرج "أمّال فين البلطجية إللي هايستلمونا؟" و الإجابة بهدوء: "ما فيش بلطجية النهاردة!"هكذا قال لها الضابط

10
انتهت المظاهرة و حان وقت الخروج من الحاجز. كانت هذه أكثر اللحظات خوفاً! نخرج طابور المدونين بينما يزداد خوفي جداً. الآن يمكن أن يحدث أي شيء فنحن خارج المجموعة. كأنما كنا نستمد القوة من بعضنا البعض، من خوفنا المتبادل و تماسكنا . كأن الجماهير كانت فرداً واحداً يتحرك حركةً واحدةً.

11
في السيارة، قرب الأزهر تمر من جانبنا عربات الأمن المركزي تحمل العساكر الّذين كانوا في المظاهرة. أحد العساكر يخرج لنا رأسه ضاحكاً
"أنا عارفكم ، أنتم إللي كنتم عاملين مظاهرة دلوقتي" ثم تسير السيارتان كلٌّ إلى وِجهتها

لقطات - 1

ذهبتُ إلى مظاهرة السيدة زينب ، كان هذا بتشجيع من أحد الأصدقاء
اخترت أن تكون تدوينتي هنا وصفاً لببعض اللقطات التي لفتت انتباهي أو تحركت في داخلي أثناء أو بعد المظاهرة، و عزمتُ أن أترك اللقطات تشرح نفسها دون تدخل مني إلا في حالات قليلة
كما أنني لم أُضِف صوراً لسببين: أولهما أني كنتُ أتبادل استخدام كاميرا محمد التي استعارها بدوره من لون وولف و الثاني أن صور المظاهرة موجودة على عدة مواقع مثل الوعي المصري و طبعاً منال و علاء و هناك تغطية أكثر من جيدة على موقع طق حنك

1
أول مرة أشارك في مظاهرة بالشارع! كنت قد شاركت من قبل داخل الجامعة لكن الآن الأمر مختلف: المظاهرة أصلاً ضد النظام القائم، و المكان هو الشارع دون أية حماية أو ضمان
أقترب مع صديقي من المتظاهرين، أتعرف على الوجوه التي أعرفها من قبل : علاء و منال ، صاحب الأشجار، زمكان، د.ليلى ... أقرأ اللافتات و يتلاشي خوفي بالتدريج
ثم يبدأ الهتاف و يبدأ معه شعور قوي بالرهبة و الخشوع (نعم خشوع!) يلاحظ محمد أني لا أهتف فيغمز ذراعي
و مع تنبيهه أبدأ في الهتاف، ثم يتحول الهتاف داخلي إلى فعل تحرر و تزداد الرهبة كأنها صلاة! و تتغير مشاعري شيئاً فشيئاً و يتبدد الخوف تماماً

2
تعبر من خلفي سيدة بسيطة، عجوز تبدو في الستين... تسأل أحدَ المتظاهرين:
هو أنتو بتقولو إيه؟
بنهتف ضد الشرطة و وزارة الداخلية
ليه يا ابني؟
عشان ضربوا البنات و قطعوا هدومهم الشهر اللي فات
قطعوا هدومهم؟ (في غضب) لأ يبقى لازم تهتفوا ضدهم كمان دول يستاهلوا إللي يجرالهم. بس ليه بتشتموا الريس؟ كله إلا الريس ده راجل كويس و ماعملش حاجة وحشة. إلا الشتيمة في الريّس

3
ألتفت عند دخولي المظاهرة بحثاً عن أي شخصيات عامة. بصراحة -كما كنت أقول لمحمد في الطريق- كان هذا سيشعرني ببعض الأمان. لكنني لا أجد أحداً ممن تملأ صورهم الجرائد و الشاشات
بعد قليل أشعر بالسعادة لعدم حضورهم، يعطينا هذا مصداقية أكثر و حرية أكثر

4
يصرخ الجميع و أصرخ معهم
ينتبح صوت محمد من الصراخ و أشعر في الوقت ذاته أن كل طاقات الكبت في داخلي تخرج مع كل صرخة و أن حاجزاً ينكسر مع كل هتاف، كأن حريتي مرهونة بهتافي و أتذكر رباعية جاهين " إللي ما يتكلمش يا كتر همه!" ثم أفكر في كل المشاهدين الذين يتابعون المظاهرات من بيوتهم فيثورون و ينتفضون ثم يقومون للنوم في أسِرّتهم الدافئة المريحة. أتذكر كيف كنت واحداً من هؤلاء منذ لحظات و أصرخ من جديد

5
أسمع حواراً من خلفي بين شابة من المنطقة و إحدى المتظاهرات
دول كلهم أجانب مافيش مصريين
فين الأجانب دول؟ بصي كويس كدة
أهم أجانب أهم شايفة البنت دي؟
دي مصرية زينا كلنا مصريين
بجد؟ يعني دي مظاهرة مصريين؟
بعد قليل أشاهد الفتاة تحمل لافتة و مقشة و تقف خلف المتظاهرين

للقطات بقية


Saturday, June 11, 2005

تحدي

(خواطر في طابور مصلحة التليفونات)

واقفٌ أنا في الطابور
طالَ زمنُ الانتظار
و صُراخُ الجمعِ يعلو
مللاً و احتجاجاً
حرٌّ شديد
عرقٌ كريه
حانَ وقتُ الانفجار
...
ثم يعلو صوتُ واحد
قد مللنا من الوقوف
و الموظف المسكين
يغلي
ينفجر خلف الأسوار
ثمَّ يحتدمُ الشجار
أرفعُ بصري بعيداً
فيقابلني الجدار
...
...
تصدم العينَ عليه
صورةٌ
لامعة،
فاخرة
صورة توحي بالانتصار
...
تلتقي عينانا حالاً
كأنه يرقب الطابور
بابتسامة ساخرة
مستهترة
(أو تراها ماكرة؟
...
طالَ زمن الانتظار
في الطابور...
و صراخ الجمع يعلو
ثم تعلو
معه حدة الشجار
...
ما زال صاحب الصورة الكبيرة
معلقاً على الجدار
بابتسامة لامعة
فاخرة
!
ابتسامة الانتصار
...
هو يتحداني إذاً
من داخل الصورة الكبيرة
هل تراه يتسلى بالنظر
للطابور
الغاضب المحتج
لكن في انكسار؟
...
و التحدي قائمٌ
فمن تراه غالبٌ؟
صاحب الصورة الكبيرة
و الابتسامة الساخرة
المستهترة
(أو هي قد تكون ماكرة؟
أم طابور الشعب الطويل
الناظرُ و المنتظر
الموشكُ على الانفجار؟

Saturday, June 04, 2005

هوامش

1
عَبَرَ الطائر المحلِّقُ منطقةَ الغاباتِ المتوحشة بعد رحلة طيرانٍ طويلة فوقها هارباً من الخطر. و حين وقعت عيناه على السهول الخضراء المتسعة، خفَضَ جَناحيه و بدأ رحلةَ هبوطه للأرض. و من يومها و لم يشاهده أحدٌ قط طائراً

2
قال صديقي أن هؤلاءِ يعافون طعامَ أولئكَ و أن الأُخَرَ يفعلون كذلك، فعافَت نفسي طعامَ الفريقَين معاً

3
واقعية: باعَت عشرةَ أحلامٍ من أجل واقِع يومٍ واحدٍ
خيالي: باعَ واقعَ العمرِ كلِّه من أجل حُلم ليلةٍ واحدة

4
أصدرَ السُّلطانُ فرماناً بقطع أصابعَ من يكتب ضده ، و قطعِ لسانِ من يسبُّه... فسبّه مقطوعو الأصابع و كتَب ضده الخُرس

5
سألني : لمَ لم نعد نشاهدُك بالمعبد ساجداً أمامَ أصتامِك؟ فأجبتُه بأني قد هدمتُها جميعاً لكي أصيرَ حُرّاً
في المساء، سجدتُ في غرفتي أمامَ صنمٍ جديدٍ أعجبني ، و أسميتُه " حرية

6
مسكينٌ حِمارُ الفيلسوف: إن أكَلَ مات عطشاً و إن شرِبَ مات جوعاً

Thursday, June 02, 2005

Wisdom

"How ordinary extraordinary things are,
and how extraordinary ordinary things are!"

أسئلة ما بعد الحداد

حسناً، اتشحت مصر (بكسر الميم كما يصرالسيد صفوت الشريف) بالسواد أو هكذا أخبرونا!و لديّ بضعة ملاحظات و قد كنتُ يومها في إحدى المصحات النفسية في برنامج تدريبي عن الإدمان.
...
لفت انتباهي أن كلَّ زملائي لم يكونوا يعلمون شيئاً عن هذا الموضوع (اختيار البرنامج عينة عشوائية إلى حدٍّ ما من 15 طبيب حديث التخرج)، بل أن ذكر التظاهر و محاولة الشرح قد أصابهم بالرعب أصلاً!!
...
لم يكن أحدٌ متشحٌ بالسواد سواي و الدكتورة التي كانت تقدم الحالات، على أنها كانت حريصة بشكلٍ ما فارتدت معطفاً أبيض فوقَ ثيابها السوداء (هل تصورت أنهم سيمسكون مرتدييّ الأسود مثلاً؟)
...
هل كان الآخرون يعلمون؟ هل تجاهلوا الدعوة؟ أم حذّرهم أصدقاء أو اقارب؟ أم أنهم نسوا الأمر لأنه لا يعنيهم؟
...
هل معنى هذا أن الحركات "الشعبية" في وادٍ و الجمهور في وادٍ آخر؟ أم أن المصريين يعشقون الكلام من بعيد دون أن يتورطوا في شيء؟
أم أن الأمرَ لا يعني رجل الشارع العادي كثيراً؟
...
و السؤال الآن:
أيَّةُ مِصرٍ هي التي اتّشَحَت بالسَّواد؟؟؟

--