Saturday, June 11, 2005

تحدي

(خواطر في طابور مصلحة التليفونات)

واقفٌ أنا في الطابور
طالَ زمنُ الانتظار
و صُراخُ الجمعِ يعلو
مللاً و احتجاجاً
حرٌّ شديد
عرقٌ كريه
حانَ وقتُ الانفجار
...
ثم يعلو صوتُ واحد
قد مللنا من الوقوف
و الموظف المسكين
يغلي
ينفجر خلف الأسوار
ثمَّ يحتدمُ الشجار
أرفعُ بصري بعيداً
فيقابلني الجدار
...
...
تصدم العينَ عليه
صورةٌ
لامعة،
فاخرة
صورة توحي بالانتصار
...
تلتقي عينانا حالاً
كأنه يرقب الطابور
بابتسامة ساخرة
مستهترة
(أو تراها ماكرة؟
...
طالَ زمن الانتظار
في الطابور...
و صراخ الجمع يعلو
ثم تعلو
معه حدة الشجار
...
ما زال صاحب الصورة الكبيرة
معلقاً على الجدار
بابتسامة لامعة
فاخرة
!
ابتسامة الانتصار
...
هو يتحداني إذاً
من داخل الصورة الكبيرة
هل تراه يتسلى بالنظر
للطابور
الغاضب المحتج
لكن في انكسار؟
...
و التحدي قائمٌ
فمن تراه غالبٌ؟
صاحب الصورة الكبيرة
و الابتسامة الساخرة
المستهترة
(أو هي قد تكون ماكرة؟
أم طابور الشعب الطويل
الناظرُ و المنتظر
الموشكُ على الانفجار؟

3 Comments:

At 6:07 PM, Blogger FROGGY said...

ليتك ترى ما يحدث فى هيئات أخرى. يوجد بالعمارة المقابلة لمنزلى مكتب للتأمينات الإجتماعية أو حاجة شبيهة بذلك. يرتاد هذا المكتب رجال و نساء كبار فى السن و على قد حالهم (فقراء). هؤلاء الناس يظلون منتظرين قى الشارع، متخذين الرصيف مفغد, حتى يسمعون صوت جاف ينادى اسمهم. فى بعض الأيام أراهم جالسين فى صمت قاتل يعبر عن ما عانوه فى حياتهم ما قاسوه من الحياة. أهذه طريقة معاملة بعد كل ذلك؟ ليت ذلك فقط. فى بعض الأحيان عندما أكون عند جدتى أعزف بيانو, أسمع صوت الموظفين ينهر هؤلاء المساكين المعدومين, صراخهم يعلو نغمات شوبيرت الرقيقة.
هذه فقط لقطة أو مشهد يتكرر فى كل مكان و زمان.

 
At 6:45 PM, Anonymous Anonymous said...

As u know ya DOC en dawam el 7al men el mo7al... we en ay soura fel donya meserha to2a3
enta 3arf...el 7abl beytakel ma3a el zaman... el mosmar beyo2a3....el berwaz beytkeser...ya3ny aho kolla 7asab tasaheel rabenna... bass be3oon elah .... beto2a3 fel akher

 
At 9:11 AM, Blogger Darsh-Safsata said...

صحيح إن كل صورة مسيرها تقع ووقت لنا صور كتير قبل كدة لكن المشكلة لما هتقع الصورة ووتحط واحدة غيرها هل هتكون أسوأ منها - رغم الشبه الجيني اللي ممكن يكون بينهم - وفي الحالة دي يبقى برضه صاحب الصورة الانتصر مش الطابور

ومن الناحية التانية لو انتصر الطابور هل هينتصر على ايد المثقفين اللي المفروض انهم يقودوا الشعب وساعتها نستمتع كلنا بشوبرت ولا هينتصر الطابور انه يكسر الصورة والبيانو على دماغنا كلنا؟؟؟ا

 

Post a Comment

<< Home

--