Friday, June 17, 2005

لقطات - 1

ذهبتُ إلى مظاهرة السيدة زينب ، كان هذا بتشجيع من أحد الأصدقاء
اخترت أن تكون تدوينتي هنا وصفاً لببعض اللقطات التي لفتت انتباهي أو تحركت في داخلي أثناء أو بعد المظاهرة، و عزمتُ أن أترك اللقطات تشرح نفسها دون تدخل مني إلا في حالات قليلة
كما أنني لم أُضِف صوراً لسببين: أولهما أني كنتُ أتبادل استخدام كاميرا محمد التي استعارها بدوره من لون وولف و الثاني أن صور المظاهرة موجودة على عدة مواقع مثل الوعي المصري و طبعاً منال و علاء و هناك تغطية أكثر من جيدة على موقع طق حنك

1
أول مرة أشارك في مظاهرة بالشارع! كنت قد شاركت من قبل داخل الجامعة لكن الآن الأمر مختلف: المظاهرة أصلاً ضد النظام القائم، و المكان هو الشارع دون أية حماية أو ضمان
أقترب مع صديقي من المتظاهرين، أتعرف على الوجوه التي أعرفها من قبل : علاء و منال ، صاحب الأشجار، زمكان، د.ليلى ... أقرأ اللافتات و يتلاشي خوفي بالتدريج
ثم يبدأ الهتاف و يبدأ معه شعور قوي بالرهبة و الخشوع (نعم خشوع!) يلاحظ محمد أني لا أهتف فيغمز ذراعي
و مع تنبيهه أبدأ في الهتاف، ثم يتحول الهتاف داخلي إلى فعل تحرر و تزداد الرهبة كأنها صلاة! و تتغير مشاعري شيئاً فشيئاً و يتبدد الخوف تماماً

2
تعبر من خلفي سيدة بسيطة، عجوز تبدو في الستين... تسأل أحدَ المتظاهرين:
هو أنتو بتقولو إيه؟
بنهتف ضد الشرطة و وزارة الداخلية
ليه يا ابني؟
عشان ضربوا البنات و قطعوا هدومهم الشهر اللي فات
قطعوا هدومهم؟ (في غضب) لأ يبقى لازم تهتفوا ضدهم كمان دول يستاهلوا إللي يجرالهم. بس ليه بتشتموا الريس؟ كله إلا الريس ده راجل كويس و ماعملش حاجة وحشة. إلا الشتيمة في الريّس

3
ألتفت عند دخولي المظاهرة بحثاً عن أي شخصيات عامة. بصراحة -كما كنت أقول لمحمد في الطريق- كان هذا سيشعرني ببعض الأمان. لكنني لا أجد أحداً ممن تملأ صورهم الجرائد و الشاشات
بعد قليل أشعر بالسعادة لعدم حضورهم، يعطينا هذا مصداقية أكثر و حرية أكثر

4
يصرخ الجميع و أصرخ معهم
ينتبح صوت محمد من الصراخ و أشعر في الوقت ذاته أن كل طاقات الكبت في داخلي تخرج مع كل صرخة و أن حاجزاً ينكسر مع كل هتاف، كأن حريتي مرهونة بهتافي و أتذكر رباعية جاهين " إللي ما يتكلمش يا كتر همه!" ثم أفكر في كل المشاهدين الذين يتابعون المظاهرات من بيوتهم فيثورون و ينتفضون ثم يقومون للنوم في أسِرّتهم الدافئة المريحة. أتذكر كيف كنت واحداً من هؤلاء منذ لحظات و أصرخ من جديد

5
أسمع حواراً من خلفي بين شابة من المنطقة و إحدى المتظاهرات
دول كلهم أجانب مافيش مصريين
فين الأجانب دول؟ بصي كويس كدة
أهم أجانب أهم شايفة البنت دي؟
دي مصرية زينا كلنا مصريين
بجد؟ يعني دي مظاهرة مصريين؟
بعد قليل أشاهد الفتاة تحمل لافتة و مقشة و تقف خلف المتظاهرين

للقطات بقية


4 Comments:

At 6:09 PM, Blogger Guevara said...

بالرغم من إني كنت و مازلت مش مقتنع بموضوع كشف الرأس و كنس السيدة - و انا فاهم إن الموضوع رمزي - بس لما قريت الكلام ده حسيت إني كان نفسي أكون معاكم .. حسيت كلامك و انت بتعبر عن إحساسك بالهتاف .. إحنا تقريبا ً محتاجين نهتف!!!! بدل ما نصرخ

 
At 12:29 AM, Blogger African Doctor said...

أنا أيضاً لم أكن مقتنعاً لكن الاختلاف في الوسائل لا يصيب الأهداف المشتركة
أنتظر لقاءك في المظاهرات القادمة

 
At 2:28 AM, Blogger FROGGY said...

هأحكيلكم حكاية قد تكون طويلة شوية , ليس لها علاقة بالحكم و السلطة لكن ترتبط بمبدأ التعبير عن الرأى
منذ حوالى 6 سنوات كان هناك بطولة استعراضية للتنس تحت سفح الأهرامات. كانت هذه البطولة مقامة على مدار بومين. فى اليوم الأول ذهبت مع عائلتى قبل المعاد بنصف ساعة الى آخر شارغ الهرم لنستقل الأوتوبيس الى الملعب. فوجئنا بأن الأتوبيس يتحرك لكن لا يذهب فى اتجاه الأهرامات ثم عرفنا السبب. كانت المدرجات ممتلئة بالمتفرجين. كانت هذه صدمة, كيف و نحن بحوذتنا تذاكر!!! المهم فى آخر الأمر, قرر بعض الأشخاص العمل بمظاهرة و الذهاب فى مسيرة سيرا على الأقدام. لقد مشينا حوالى ساعة أو أكثر, لا أتذكر. وصلنا الى المدرجات و كان هناك عساكر مرور يمنعون دخولنا و عرفنا سبب كل ذلك. لقد وزعوا دعوات كثبرة بالمجان. و أتى أحد الأشخاص المنظمين ليعتذر. و لقد تحدثت و أفصحت له عما داخلى. أن المسألة ليست مسألة فلوس لأن ما ضاع غلينا لا يعوض. المهم فى آخر الأمر بعض الأشخاص رخلوا بعد إنتهاء أول ماتش و دخلنا و جلسنا على السلالم. و فى اليوم التالى ذهبنا بالسيارات حتى الملعب و لكنى لم أشعر بالاستمتاع مثل اليوم الذى قبله حيث كاقحنا للحصول على حقنا و لم نرضى بالسكوت و قبول الأمر الواقع. شغرت أننا حصلنا على نتيجة إيجابية. و كان شعور جميل و نحن فى المسيرة، نمشى مع بعض و نتحدث,كلنا لنا هدف واحد. حقا كانت مغامرة

 
At 4:36 AM, Blogger ibn_abdel_aziz said...

دكتورنا العظيم
:)
موضوعيتك وكلماتك في منتهي الاصابة
واراك تحاول ان تكون محايدا باقصي درجة

شرحك لا يقل حودة عن شرح محمد في طق حنك

رائع
ربنا يبارك فيك وفي كل الموضوعيين

 

Post a Comment

<< Home

--