أقباط الأزمات و أزمات الأقباط - 2
نبقى مع بعض الأزمات الداخلية للأقباط
4- أزمة الأولويات
ماذا يريد الأقباط؟ هل يريدون حقوق المواطَنة الكاملة مثلما يردد "أقباط الأزمات" دائماً و ليذهب الوطن إلى الجحيم بعد ذلك؟ هل هم بالفعل لا يرون من مشاكل في مصر سوى عدم المساواة في بناء دور العبادة أو تولي المناصب العليا؟
أرى مشكلة في ترتيب الأولويات هنا، فأزمات مصر أكبر و تستدعي تحركاً جماعياً على مستوى شعبي واحد يشارك فيه الأقباط بكونهم مواطنين.
بمعنى أن مشكلة عدم جودة الخدمة التعليمية و انهيار مستوى الخدمة الطبية للفقراء مثلاً تقلقني - كمصري و كمسيحي- أكثر من مشكلة إغلاق كنيسة أو عدم السماح ببنائها من الأصل.
ناهيك عن المشكلة السياسية و الفساد المالي و الإداري، إلى آخر مشكلات الوطن التي لا تنتهي. فإذا تحدث الأقباط بعد ذلك عن ما يسمونه مشاكل، فهل يصدق أحد؟
أظن أن الكنيسة و الأقباط بحاجة إلى إعادة ترتيب أولويات مطالبهم إن كانوا ينوون لعب دور مؤثر في المجتمع المصري
5- أزمة التراث
التراث المسيحي في مصر جبل ضخم يقف خلف الكنيسة القبطية. و لا شك أنه تراث فريدُ و عظيم، و لا شك أيضاً أنه - مثل أي تراث - يحتاج من يعيد النظر إليه و يقيّمه و يضعه قي سياقه الطبيعي.
و لا حاجة لنا هنا لترديد نماذج مما يتعلمه الأطفال في الكنيسة و من الغيبيات التي أقامت امبراطوريات من الثروة في كنائس لم يكن أحد يسمع عنها.
و قد سمعت بنفسي أحد القيادات، و قد عُرض عليه كتابٌ يحوي من الغيبيات و المعجزات ما يتنافى بصراحة مع الإيمان المسيحي، و قد علّق قائلاً "خليهم ياكلوا عيش!"
من مصلحة من أن تبقى الجماهير تحت نير الخرافات و الغيبيات؟ بالرغم من أن معظم القيادات الكنسية اليوم من بين أوساط الجامعيين و المثقفين.
بالتأكيد الكنيسة بحاجة للنظر من جديد إلى تراثها- الذي هو غنيٌ و مقيِّد معاً - حتى تستطيع التحرر من قيود كثيرة و بهذا تسعى لتحرير المجتمع من قيوده
6- أزمة الثروة
من أين تأتي أموال الكنيسة؟ من تبرعات الأقباط و الزوّار. و إلى أين تذهب؟ صمتٌ و لا إجابة!
مفروض أن تذهب لمشاريع البناء و الصرف على الفقراء الذين تعولهم الكنائس. لكن غياب توزيع جيد للثروة و إشراف على توزيعها أدى إلى أوضاع مضحكة و مبكية معاً.
حينما كنت في الصعيد منذ عامين، زرت قرية في غاية الفقر. حتى أن الناس لم يكن لديهم مكان لقضاء حاجتهم، و بينما الدير الذي هو في قلب القري مفروشةٌ أرضيته بالرخام النقي. و الأضحك أنهم كانوا في الدير يطلبون تبرعات لاستكمال البناء!! أية مسيحية هذه التي تحرسها أسوار الدير و تغلق أحشاءها عن الفقراء من كافة الأديان؟
و طبعاً لا مجال لتكرار الكلام عن السيارات الفارهة و المقرات الفخمة التي يسكن فيها القيادات، و لا عن أموال كنائس المهجر التي لا يعلم أحد أين تذهب بينما كنائس في إفريقيا لا تجد ما تقوت به كهنتها و العاملين فيها.
و في رأيي أن شيئاً من المركزية في توزيع الأموال مع إشراف نزيه عليها يضمن إلى حدٍّ ما عدالة في التوزيع حتى بين الأماكن المختلفة داخل أنحاء الكنيسة
4- أزمة الأولويات
ماذا يريد الأقباط؟ هل يريدون حقوق المواطَنة الكاملة مثلما يردد "أقباط الأزمات" دائماً و ليذهب الوطن إلى الجحيم بعد ذلك؟ هل هم بالفعل لا يرون من مشاكل في مصر سوى عدم المساواة في بناء دور العبادة أو تولي المناصب العليا؟
أرى مشكلة في ترتيب الأولويات هنا، فأزمات مصر أكبر و تستدعي تحركاً جماعياً على مستوى شعبي واحد يشارك فيه الأقباط بكونهم مواطنين.
بمعنى أن مشكلة عدم جودة الخدمة التعليمية و انهيار مستوى الخدمة الطبية للفقراء مثلاً تقلقني - كمصري و كمسيحي- أكثر من مشكلة إغلاق كنيسة أو عدم السماح ببنائها من الأصل.
ناهيك عن المشكلة السياسية و الفساد المالي و الإداري، إلى آخر مشكلات الوطن التي لا تنتهي. فإذا تحدث الأقباط بعد ذلك عن ما يسمونه مشاكل، فهل يصدق أحد؟
أظن أن الكنيسة و الأقباط بحاجة إلى إعادة ترتيب أولويات مطالبهم إن كانوا ينوون لعب دور مؤثر في المجتمع المصري
5- أزمة التراث
التراث المسيحي في مصر جبل ضخم يقف خلف الكنيسة القبطية. و لا شك أنه تراث فريدُ و عظيم، و لا شك أيضاً أنه - مثل أي تراث - يحتاج من يعيد النظر إليه و يقيّمه و يضعه قي سياقه الطبيعي.
و لا حاجة لنا هنا لترديد نماذج مما يتعلمه الأطفال في الكنيسة و من الغيبيات التي أقامت امبراطوريات من الثروة في كنائس لم يكن أحد يسمع عنها.
و قد سمعت بنفسي أحد القيادات، و قد عُرض عليه كتابٌ يحوي من الغيبيات و المعجزات ما يتنافى بصراحة مع الإيمان المسيحي، و قد علّق قائلاً "خليهم ياكلوا عيش!"
من مصلحة من أن تبقى الجماهير تحت نير الخرافات و الغيبيات؟ بالرغم من أن معظم القيادات الكنسية اليوم من بين أوساط الجامعيين و المثقفين.
بالتأكيد الكنيسة بحاجة للنظر من جديد إلى تراثها- الذي هو غنيٌ و مقيِّد معاً - حتى تستطيع التحرر من قيود كثيرة و بهذا تسعى لتحرير المجتمع من قيوده
6- أزمة الثروة
من أين تأتي أموال الكنيسة؟ من تبرعات الأقباط و الزوّار. و إلى أين تذهب؟ صمتٌ و لا إجابة!
مفروض أن تذهب لمشاريع البناء و الصرف على الفقراء الذين تعولهم الكنائس. لكن غياب توزيع جيد للثروة و إشراف على توزيعها أدى إلى أوضاع مضحكة و مبكية معاً.
حينما كنت في الصعيد منذ عامين، زرت قرية في غاية الفقر. حتى أن الناس لم يكن لديهم مكان لقضاء حاجتهم، و بينما الدير الذي هو في قلب القري مفروشةٌ أرضيته بالرخام النقي. و الأضحك أنهم كانوا في الدير يطلبون تبرعات لاستكمال البناء!! أية مسيحية هذه التي تحرسها أسوار الدير و تغلق أحشاءها عن الفقراء من كافة الأديان؟
و طبعاً لا مجال لتكرار الكلام عن السيارات الفارهة و المقرات الفخمة التي يسكن فيها القيادات، و لا عن أموال كنائس المهجر التي لا يعلم أحد أين تذهب بينما كنائس في إفريقيا لا تجد ما تقوت به كهنتها و العاملين فيها.
و في رأيي أن شيئاً من المركزية في توزيع الأموال مع إشراف نزيه عليها يضمن إلى حدٍّ ما عدالة في التوزيع حتى بين الأماكن المختلفة داخل أنحاء الكنيسة
يُتبع
3 Comments:
حكاياتك عن المعجزات و الكرامات أعادت إلى ذهني العالم الغريب الذي أدخلتني إليه صديقة أمريكية تدرس الفلكلور الديني المصري للدكتوراة.
حكت لي عن موالد المسلمين و المسيحيين التي حضرتها، عن المناسبات التي كانت فيها المرأة الوحيدة في المسجد، لأنها خواجاية، و عن الاحتفاء و استقبال الأساقفة لها و استضافتها لنفس السبب، بالإضافة إلى أنها مسيحية، و عن خروج البلدات لاستقبال الأسقف و موكبه. عن الأسر البسيطة من المسلمين و المسحيين الذين يجهدونها بالإلحاح و العزومات و كرم الضيافة الذي يزيد عن الحد فعلا، و عن حرصها على عدم ذكر أن لها معارف من الدين المغاير، و هو الأمر الذي تعلمته بعد أن تسبب في غلق أبواب كانت فتحت لها من قبل، ليس من قبل الأفراد لكن في أوساط السلطة الدينية المسيحية. و حكت عن الاستقطاب و التبشير المستمرين اللذان لا ينقطعان، سواء من المسلمين أو المسيحيين الذين يجدون -و تجد - الاختلاف بين مسيحيتها و مسيحيتهم لا يقل عن الاختلاف بين مسيحيتهم و إسلام جيرانهم! غير استغراب عزوبيتها و الدعوات لها بالزواج أو دعوتها إليه!
حكت عن الممارسات و الشعائر الأسطورية التي تجمع الناس، عن الحكايات التي تنتصر لكل دين على حساب الآخر. فطرية و ساذجة و خطيرة.
و أخيرا، و هو ما بدأت التعليق لأجله: عن الأسقف الذي رافقَته في زيارة إلى قريتين متجاورتين تتنازعان على أي منهما نالت شرف زيارة العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر، فما كان منه إلا أن قال أن "العائلة المقدسة حطت رحالها في كل من القريتين"...خلاص محدش يزعل...و كلام الاسقف عند القرويين بالطبع أقوى من القانون و أصدق تاريخ.
هي قصّاصة بارعة، الحكايات عشقها و حرفتها لكنها تأبى أن تدون، حتى بالإنجليزية.
تابع يا أفريكانو من فضلك لعلى أفهم ما يحدث
نقاط متفرقة:
- نعم أؤمن أن هناك اختلافا بين غربة المسيحيين عن المجتمع وغربة الكنيسة عنه، نعم الاثنان يؤثران ويتأثران ببعض ولكنهما ليسا ذت الشئ، وأعتقد أن كسر العزلة الأفضل أن يأتي من عودة المسيحيين إلى المجتمع ومن ثم تأني الكنيسة وليس العكس، لأن الكنيسة إذا أتت أولا ستكون عودة المسيحيين بصفتهم وانتمائهم الديني وليس على أساس المواطنة وهو ما سيجعلهم دائما جيتو داخل المجتمع وليسوا مواطنين
- لا أتفق مع قضية أزمة الأولويات لأنني أعتقد في أننا يجب أن نسعى لإصلاح كل خطأ من دون أولويات الا اذا كان مترتبا على الآخر
فمثلا انت ذكرت أزمتي التعليم والصحة وأعتقد انه ليس من الانصاف ان يسألك أحد أيهما أولى
كذلك استخدم مبارك طويلا أولوية الاصلاح الاقتصادي على الاصلاح السياسي مدعيا ان هذا ما يهم الناس أكثر
ذات الوضع مع المسيحيين أعتقد ان حق المواطنة هو أمر في غاية الأهمية ليس فقط للمسيحيين ولكن لكل المجتمع الذي يحتاج الى تعلم تقبل الآخر وصياغة عقده الاجتماعي على أساس المواطنة وليست أية انتماءات سياسية او دينية
- ازمة التراث والخرافات هي ازمة مجتمع وليست أزمة كنيسة واتفق معك ان كل القيادات الكنسية الآن هي من المتعلمين مثل قيادات الدولة) ولكن أرجو ان تتفق معي ان هذا لا يعني انهم من المثقفين
- لا اعتقد ان مركزية توزيع الثروة ستحل اي مشكلة وان كان يمكن ان تعقدها، بل ان حل ازمة تراث الجهل قد تساعد اكثر
اعتذر للاطالة وتحياتي للمدونة المتميزة
Post a Comment
<< Home