Monday, November 14, 2005

رعاية - 2

5
يشبّ حريق بالمعمل المجاور، ماس كهربي بأحد الأجهزة. يذعر العاملون. تصوّت رئيسة التمريض: ألحقونا! هانموت هنا كلنا، ألحقونا.
(ملحوظة: الرعاية في الدور تحت -الأرضي) يجري إليها عمّال و معهم طفايات حريق مسرعين نحو المعمل... الطفايات لا تعمل! آه تذكرنا، هي طفايات قديمة جداً...
يقرر أحد العمّال أن الأصلح هو فصل الكهرباء عن الدور كله. تفصل الممرضة سكينة الكهرباء. يفطن أحد الأطباء أن خمسة مرضى على الأقل يعتمدون علىأجهزة التنفس الصناعي! ندخل لعمل تنفس يدوي لهم حتى يعيدون فتح الكهرباء....
يسمونها "عناية مركزة"، و أسميها "تهريج مركّز"

6
أقف لملاحظة مريضة، بينما وقت الزيارة قد حلّ. هذا الجسد النائم أمامي غذاً له علاقات و تاريخ، بشرٌ يتجمعون حوله علّ الحياة تطيل الحلول به. أتأمل في صمت بينما تقترب مني ابنتها و تسألني عن الحالة. أجيب أنها لم تتقدم كثيراً و أنها ستوضع على جهاز تنفس صناعي لأنها لا تستطيع أن تتنفس لوحدها . تبتعد لتبكي بجانب أمّها، تخاطبها و تحكي لها أفكر في كمّ المعاناة التي نسببها للناس بوجودنا في حياتهم. ألم يكن من الأفضل الأّ تكون هناك مستشفيات؟
ما الفرق الذي نعمله؟ لماذا لا نتركهم يموتون في سكون و كرامة بعيداً عنّا؟

7
كيف يمكن أن تحافظ على قواك العقلية في مثل هذا المكان؟؟؟؟
خلص الكلام

10 Comments:

At 4:16 PM, Blogger Amanie F. Habashi said...

This comment has been removed by a blog administrator.

 
At 4:19 PM, Blogger Amanie F. Habashi said...

I had problem with the fonts and I solve it.

ربنا يكون في عونك ويحافظ على الباقي من عقلك

تفتكر فيه أمل؟

 
At 12:46 PM, Blogger ايمان said...

نحن لا نعالج المرضي نحن نتظاهر بذلك كأننا نعالج، كأننا نعلم و نتعلم ، كأننا ننتخب، كأننا نخطط
نحن نعيش شبه الحياة ونكتفي باللوحة الورقية الملونة التي تخفي وراءها مستنقعات الفشل و الفساد و المزبلة الحقيقية التي تلخص مأساتنا
المشكلة ان لا احد يتذمر علي هذه الأوضاع المهينة للأدمية
لأننا نؤمن اليوم بعد طول الإهمال و التسيب و التلزيق و التلفيق اننا فقط اشباه بشر

 
At 3:17 PM, Blogger African Doctor said...

بيست بوي: للأسف لا أظن أن ثمة أمل قريب
ربما أنا فقط مكتئب من الوضع و سأعود لأقبله
إيمان تعلبقك من أجمل ما قيل و فيه وصف عميق للمشكلة

 
At 5:00 AM, Blogger سؤراطة said...

مش كل الضلمة دي هي إللي بتخللي الناس محتاجة لحد زيك بيحس يا دكتور؟

هو فيه رجاء طول ما انت موجود.
أول ما تسيب المركب، مش هيبقى فيه حتى الرجاء ... إللي هو بعد الأمل

 
At 10:33 PM, Anonymous Anonymous said...

i'm totaly with U ya Socrates eno enta w kol el dacatra eli zayak 7ata law kano 2olayelin AWY bas homa dol 3alamt el raga2

 
At 11:44 AM, Blogger Darsh-Safsata said...


أتابع باهتمام ما يكتب عن احوال الطب في مصر – مش دايما بمزاجي وانت عارف ليه :) - وأعلم الكثير من قصص الاهمال ورأيت بنفسي المعاملة اللاانسانية التي يتعرض لها الانسان الذي يضطر إلى الذهاب للمستشفيات العامة، وأعرف ان هناك الكثير الذي يجب ان يتغير، وبغباء أقول أنه من الممكن أن يتم في زمن أقل مما نتوقع.

ولكن تعليقا على قولك "ما الفرق الذي نعمله؟ لماذا لا نتركهم يموتون في سكون و كرامة بعيداً عنّا؟" أكتب ما يلي:

- كم من إمرأة دخلت المستشفى لتلد وتعرضت لمضاعفات وخرجت من المستشفى سليمة هي ومولودها، وانت تعلم انها لو كانت تلد في منزلها لما كتب لأي منهما أو لكليهما الحياة
- سبق لي أن تعاملت مع أشخاص ينتمون إلى قطاعات من المهمشين في القاهرة، ورايت كم الفوائد التي عادت على الكثير منهم من جراء تعاملهم مع المستشفيات العامة التي لولاها لعاشوا في عذاب طويل (وكم ان وجود أطباء ذوي ضمير كان بساعد الكثير منهم على الاستمرار في الحياة) كما أذكر صديقتي التي ذهبت الى احدى المستشفيات التعليمية لتتبرع بالدم بناء على نداء لمريضة تحتاج الكثير منه لتجد طبيبة الامتياز وهي تتبرع معها للمريضة)
- سبق لي أن ذهبت مع أحد أصدقائي بعد منتصف الليل إلى مركز سميات أحد المستشفيات العامة و برغم كل مظاهر الاهمال التي رايتها، إلا أنني لا أعرف ما كانت ستكون عليه حالة صديقي لولاهم وذلك برغم التعامل اللامبالي الذي كانوا يقدمونه
- أذكر الصديق الطبيب الذي كان يعمل في موقع إداري بأحد المستشفيات النفسية العامة (والتي يجري بها عادة ما هو أسوأ من العناية المركزة) وكيف أنه اثناء وجوده لقى الكثير من المرضى العناية التي ما كانوا سيحصلون عليها في أي مكان
- لاشك أن وفاة انسان في مستشفى – وفي العناية المركزة - بينما كان يمكن له أن يحيا هي جريمة لا تغتفر، ولكن كم من حياة أنقذت هناك؟ كم من الاشخاص كانوا سيحيون معذبون ويتالمون ويموتون لو لم تكن هذه المستشفيات

نعم الصورة سوداء ولكنني لا اوافق على أنها سوداء فقط ولن أوافق على انه مافيش فايدة، وبطل كآبة وروح شوف شغلك وقول لنا ازاي نقدر نساعد اننا نغير الأوضاع دي :)

 
At 2:20 PM, Blogger لولفين said...

أفريكانو،
أعلم جيداً مدى معاناتك النفسية. أبي مدير مستشفى عام وعنده الكثير والكثير من هذه الحكايات و المعاناة. بس وإنت مدير ومس}ل عن كل ده بتبقى المصيبة أكبر كتير لأن مافيش حد عنده ضمير وهو مش عارف يعتمد على حد لازم كل حاجة يسئلوه ولا يوجد أحد يريد أن يشيل المسؤولية. إنت لا تتخيل بجد.
طب يعني أنا شايفة لو فيه ناس تانية زيك يبقى إن شاء الله فيه أمل بس نوعية الدكاترة إلّي عند أبي يبقى مافيش فايدة وربنا يستر علينا لمّا نكبر.

 
At 8:48 AM, Blogger ensana said...

أيها الطبيب الإفريقي.. هل تسمع نفسك؟؟ لو كان الاكتئاب هو اللي مخليك ترفض الوضع ده يبقى خليك مكتئب .. معذرة.. طبعاً مش قصدي ..
تقبل إيه يا دكتور .. تقبل تكون زيك زيهم؟ تقبل تقتل الإنسان اللي جواك؟ تقبل تبقى على قيد الحياة وانت مش عايش؟؟؟

آسفة على كلماتي الموجعة ..لم أستطع الاحتفاظ بها لنفسي

لو لسة فيك نفس ممكن تدخل تقرأ آخر ما كتبت على مدونتي؟؟

 
At 11:04 PM, Blogger African Doctor said...

إنسانة، شكراً على تعليقك
أحياناً نحتاج لمن يوجعنا حتّى نفيق
الوقوف عند حد الألم النبيل لا يفيد الناس شيئاً

 

Post a Comment

<< Home

--