Tuesday, May 31, 2005

حِداد

Wednesday, May 25, 2005

استفتاء

(حكاية قديمة)
...
...
...
عندما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر طرح الدستور الجديد للاستفتاء الشعبي، تزامن هذا مع الاستفتاء على رئاسته
للجمهورية. و كانت الدعاية التي تدعوالمواطنين للمشاركة على أشدها
:معظم الناس كانوا يسألون الخارجين من الاستفتاء
.
.
"اخترت الريِّس ولاّ الدستور؟"

Friday, May 20, 2005

موت

...اهداء: إلى شريف، و مصطفى، و بسمة
شركاء الضيقة
،نادية ماتت
...ذهَبت
لأنَّ لم يكُن لدينا سرير
،و لا كرامة
!كي ننقذَ الجسدَ الهزيل
...
،نادية ماتت
...رحَلت
قلَّ عدَدُ الناسِ و احد
ما يهُمُّ
!هم ليسوا بالعددِ القليل
...
،نادية ماتت
...نامَت
أطفأت عيناها فيها
للأبد
!ما كانَ من نورٍ قليل
...
أيُّ حالٍ سوفَ ترجو
إن بقَت
أيُّ حُلمٍ ستُحَقِّق
في ليل عمُرها الطويل؟
...
...
...
!آسفون"
ليس في الَََمشفَى سرير
.للرعاية
!آسفون
في بلادي لا مكانَ
.للنفاية
"!لا مكانَ... للفقير

Sunday, May 15, 2005

ذكرى 2



"يَومُ استِقلالِكم يَومُ نَكبَتِنا"
(لافتة إحدى التظاهرات الفلسطينية في ذكرى قيام دولة إسرائيل )

Monday, May 09, 2005

حلم 4

ِبالأمس شاهدتُ قطعةَ سُكَّر
ًبيضاءَ صافية
:فقلتُ في نفسي
ما أجملها قطعةً
!و ما أشهاها
...
و اليومَ مررتُ بها
و إذا جيشٌ من الذباب يغطيها
:فقلت لنفسي
،ما أقبح المنظرَ
!و ما أغبى الذُباب

Saturday, May 07, 2005

(مفاجأة (خرفانيا 4

عن آخِر أخبار الخِرفان
و السلطان
في خرفانيا
: إليكم هذا البيان
.
متفاجئون ... متفاجئون
كل الشعبِ في خرفانيا
!متفاجئون
.
فالسلطان
-الذي هو سلطانُ الخرفان-
بادرَ الشعبَ السعيد
في أواخر حكمه المديد
.و دَعا أحدَ الأعيان
.
ثمَ أسرَّ إليهِ علناً
أن مفاجأةً سوف تصير
و هي حتماً ستكون سعيدة
!إذ أن صاحبَها سلطان
.
أطربَ النبأُ الخرفان
راحَ خيالهم يرسم صوراً
للمفاجأةِ
.صوراً أشكالاً و ألوان
.
و تنبأ أحد الخرفان
و هو خروفٌ سنه كبير
أن السلطانَ الندمان
قد ملَّ حكمَ خرفانيا
.و سيتركها للصبيان
.
ثم نبوءة أخرى خرجت
و صاحبها خروفٌ سمين
أن السلطان القلقان
قرر أن يهدي الشعب الغلبان
.إما برسيمَ أو عيدان
.
ثمَ في اليومِ الموعود
ظهر ذو الوجه المشدود
كأنه بالأمسِ مولود
و معه مضيفٌ يسأله
!نائباً عن كلِّ الخرفان
.
انتظر الحرفانُ البؤساء
ستَ ساعاتٍ
!دونَ نتيجة
فالسلطان
-الذي هو سلطانُ الخرفان-
خالفَ في حواره الممتد
كلَّ نبوءات الحكماء
!و الجهلاء
.
يا شعبَ خرفانيا المسكين
ماذا كنتم منتظرين
من سلطانٍ
ظل طوال العمر معكم
لم يسمع لخروفٍ منكم؟
.
فلِمَ الحزنُ و لِمَ الخوفُ؟
فهو خروف
مثله مثل أي خروف
هو لحمٌ يكسوه الصوف
فلِمَ الخوف؟
مِمَ الخوف؟
.
ماء ماء متفاجئون
نحن الشعبُ في خرفانيا
حتى اليوم
!متفاجئون
.
.
.
:المزيد عن خرفانيا، اقرأ

Friday, May 06, 2005

صباح الخير.... و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

:تدخل مصلحةً حكوميةً و على وجهك ابتسامةٌ مشرقةٌ (ما زلنا في الصباح الباكر) تحيي الجالسين تحيتك المعتادة
! صباح الخير-
فتفاجؤك الوجوه المغرقة في العبوسة، و الغارقة في النعاس الداخلي العميق. تشعر أن تحيتك قد أٌلقيت في بحرٍ لا قرارَ له أو في قبورٍ خالية من كل مظاهر الحياة!
:ثم يستيقظ أحدهم من سباته و يجيبك في غلظة
!و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته -
...
...
ليست تلك أحد أحلامي المزعجة بل هو واقع أظن أن كثيرين منا يعيشونه. ذلك التمييز السخيف الذي دخل حتى إلى أبسط تعاملاتنا و أكثرها إنسانية: التحية!
:و المذهل أن هناك بعض القواعد التي أصبحت تحكم تحياتنا (الصباحية منها و المسائية) فمثلاً
إذا دخلتَ على قومٍ و قلت صباح الخير فمعناه واحدٌ من اثنين: إما أنك غير مسلم (يعني مسيحي) أو أنك مسلم لا تمتثل لأحكام دينك. و كلاهما تهمتان في نظر من تحييهم
...
إذا بادأك واحد بالسلام قائلاً السلام عليكم فأجبته تأدباً "و عليكم السلام" فهذا يكشف مافي نفسك من خبث لأنك لم ترد التحية كاملة أى و رحمة الله و بركاته
...
إذا سلّمت على قوم بادئاً بالسلام عليكم ثم ثبت بعد ذلك أنك من إحدى الفئتين السابق ذكرهما في القاعدة الأولى فمعناه أنك تقصد التملق و الزلفى إلى متلقي التحية. و النفاق مكروه عموماً و محرمٌ بالشرع
...
و هناك تحيات جديدة تظهر تباعاً إمعاناً في تمييز أصحابها كـ"سلام و نعمة" للأقباط الملتزمين و "هاي" للروشين من المسلمين و الأقباط إلى آخر هذه التحيات المبتكرة
...
: و أمامنا حلاّن لا ثالثَ لهما
إما إصدار تشريع بإلغاء التحيات تماماً و معاقبة من يشاهد محييّاً أحداً بأقصى العقوبة سواء كانت التحية في مصلحة حكومية أو في شارع عمومي أو حتى في المنازل الآمنة (فالأمر لا يسلم من الخارجين عن القانون) أو
إصدار تشريع بتحية موحدة ترضي كل أطراف المجتمع السعيد الملتزمون منهم و غير الملتزمين مسيحيين و مسلمين و لا دينيين كذلك
و لتكن التحية المشرَّعة مثلاً بأن يبدأ الأول بـ "صباح الخير عليكم و رحمة الله" فيجيبه الثاني "وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته و الصباح المنير" و إذا اعترض البعض من الخبثاء على طول التحية و عدم ملائمتها لأجواء العمل السريعة نجيبه أن ما باليد حيلة و ليكن عليه أن يأتينا بتحية جديدة أكثر اختصاراً ترضي جميع المحيّين

النبي الإفريقي 3

و كان المصطفى جالساً على شاطيء البحر
،قُربَ غروبِ شمس النهار
و إذا واحدٌ قد اقترب منه
.فطفقَا يتحادثان
و كان النبيُّ مسروراً
:فسأله تلاميذه
.
يا معلم"
"لمَ نراكَ دائماً مسروراً مع الغرباء؟
.
:أما هو فقال لهم
.
إن الغريب هو مرآةُ أعماقكم"
صفحةُ الماء الشفافة التي تبصرونَ فيها ذواتكم العميقة
.
هو العابر الذي يمر بطريِقنا
سائلاً إيانا عن النور
غير عالمٍ أنهُ هو نورُ طريقنا ذاته
!فطوبى للغرباء
.
و لما رأى المعلم أن تلاميذه متعجبون من كلامه
:أمسك بيد رفيقه و خاطبه
.
يا رفيقَ ذاتي الوحيدة"
أيها المار بطرقات قلبي الموحشة
إن في قلب كلينا أسرارٌ
و هي عميقة جداً
حتى أننا تبادلناها في لحظة واحدة
من دون كلام
.
فامضِ الآنَ في طريقك
حاملاً أسرارَ قلبي
.
و أعود أنا إلى وحدتي
"!تؤنسني أسرارُكَ العجيبة
.
...و مضى كلٌّ منهما في طريقه

--