Friday, December 02, 2005

النبي الإفريقي - 6

و في الصّباح،
و كان قد أشبع جموعاً بالأمس و شفى مرضى -
سأله تلاميذه :
"يا معلم، قُل لنا
كيف صرت نبياً؟"

أما المصطفى فبكى في قلبه
لقلة إيمانهم
ثم التفت إلى ورائه،
إلى حيث كانت الجبال تحتضن النهر الثائر
و قال لتلاميذه :
"الحق الحق أقول لكم
إني لم أرَ رؤيا في حياتي
و لم أسمع أصواتاً
و لم أحادث ملائكةً
و لا صنعت معجزاتٍ"

فقال بعضٌ منهم:
إنه يهذي لا محالة
ألم نره بالأمس يقيم مقعداً؟
ألم يخلق وردةً من حبة خردلٍ ملقاةٍ على الطريق؟
ألم نسمع ملاكاً يقويه عند تجربته؟

أما هو فعلم ما كانوا يقولون
و التفت إليهم صائحاً:

" الويل لجيلٍ يطلب أنبياءً
يجترحون المعجزات
و لا يمدون أياديهم لطفل صغير
يعبرون معه النهر باسمين

الويل لجيل يطلب أنبياءً
يتكلمون مع الملائكة
و لا يصمتون احتراماً لزهرةِ
تولد من عدم الموت إلى الحياة

الويل لكم إن طلبتم أنبياءً
يسمعون أصواتاً خفية
و لا يقدرون أن يستمعوا لعصفورٍ
ينشد أغنية الثورة كل صباح"

من ذلك اليوم رجع عنه كثيرون إلى الوراء
لأنهم شكّوا

و مضى هو مع من بقى من تلاميذه
إلى الجبل ليصلي

و في تلك الليلة،
عبر طفلٌ النهرَ
و وُلدت زهرة جديدة.
و عند الفجر،
أنشد عصفور!
م

21 Comments:

At 9:36 PM, Blogger R said...

الله

 
At 10:29 PM, Blogger سؤراطة said...

إيه التحفة دي؟
حلوة قوي

 
At 11:46 PM, Anonymous Anonymous said...

ana BA7EB el nabi el afriki beta3ak awy :)

 
At 8:23 AM, Blogger Majd Batarseh said...

truly wonderful..
Amen..

 
At 7:06 PM, Anonymous Anonymous said...

تذكرنى بكتاب "النبى" لجبران خليل جبران.

بما كتبت فدعى أصرح لك عن شئ ربما يثير البعض ولكنه رأيى الشخصى. إننى أؤمن أن هناك أنبياء فى زماننا الحاضر ولكن صورتهم (كما قلت) ليست كصورة الأنبياء فى عقولنا كما ورثناها من التاريخ والكتب المقدسة. هم بسطاء يعيشون وسطنا، مجانين فى نظرنا، مرفوضين من مجتمعنا. لا يتكلمون مع الملائكة ولكنهم يتكلمون مع الانسان. لا يقيموا أمواتاً من القبور ولكن يمدوا يد المساعدة للأحياء ليذوقوا الحياه التى فقدوها.

 
At 2:28 PM, Blogger Fady said...

سامع صوت قنبلة موقوتة هتفرقع، ربنا يستر !!!!

 
At 2:29 PM, Blogger Fady said...

سامع صوت قنبلة موقوتة هتفرقع، ربنا يستر !!!!

 
At 2:51 PM, Blogger African Doctor said...

إخناتون:
طبعاً النبي الإفريقي هو امتداد لنبي جبران لا أنكر هذا

الأنبياء في عصرنا؟ يعتمد هذا عما نقصده بكلمة أنبياء
و لا أظن أن أحداً يأمل أن يكون لدينا أنبياء بمفهوم الكتب المقدسة و لا أظن أحداً يؤمن بهذا
لكن إذا كانت النبوة هي تلك الرؤية المختلفة المستقبلية للأمور و الدعوة إليها بين الناس فالأمر يختلف
و ربما يكون المدونون هم أنبياء هذا الزمان

 
At 11:43 PM, Blogger ghandy said...

لا يمل المرء أبداً من قراءة حكايات النبي

وربما بعد حين نراه في كتاب ؟؟؟

 
At 12:43 AM, Blogger African Doctor said...

غاندي، لم أفكر أبداً في فكرة الكتاب لكن عندي الكثير من الحكايات التي لم أنشرها بعد عنه لأنني أخشى على من يقرأون من الملل

 
At 10:09 AM, Blogger R said...

ـ" لأنني أخشى على من يقرأون من الملل
"
لا أعتقد أنّ أياً من القراء سيصيبه الملل، بل لعلك تقصد "الاعتياد"، والاعتياد هذا سيؤدي إلى توقف الاندهاش، أو التوقف عند الإعجاب بحلاوة الكلمات دون إتاحة الفرصة لـ"قنابلها الموقوتة" للانفجار ولـ"بذورها المدفونة" للنموّ.

ألا صحيح.. هو ليه أفريقي؟
:)
ـ

 
At 12:35 PM, Blogger Guevara said...

الله عليك

 
At 2:23 PM, Blogger FROGGY said...

sorry can't write in arabic
people like to believe in miracles cos they don't believe in what they can do by themselves, so when they see someone do any small thing, for them he is doing a miracle and all they can do is to watch. most of the people choose the easiest way, is to let another person be the leader and do the miracles for them. they don't know that life itself is a miracle, and they don't know that they can be prophets in their way.

 
At 12:23 AM, Blogger littilemo said...

ايه الحلاوه ديه

 
At 11:46 AM, Blogger Darsh-Safsata said...

أنا من أشد المعجبين بالنبي الافريقي، ولكنه دائما يعجزني عن التعليق، دائما أرى انه عند درجة جمال معينة لا يستطيع المرء إلا ان يصمت
فاعتذر انني تكلمت هذه المرة

 
At 11:33 PM, Blogger African Doctor said...

رامي و فروجي: هو إفريقي لأنه ولد هناك ، و لأن حكمته أيضاً ولدت هناك . كذلك أحلامه و رسالته فيها.

لا ينوي النبي إلا أن يشعل النار و يفجر القنابل، و هو يمقت صناعة الأصنام أشد ما يمقت لأنه قضى عمراً يكسرها جميعاً

درش، جيفارا و سقراط: :)

ليتليمو: أشكرك. لماذا تضع صورة أحمد نظيف بجانب اسمك؟

 
At 6:53 AM, Blogger Om Karim said...

جاءت كلماتك لتلمس قلبي حتى الأعماق في نهاية يوم حافل نسيت فيه أن أحمد الله على معجزة الطفل النائم في حضني. أشكرك على عودتك..
ن

 
At 12:23 AM, Anonymous Anonymous said...

ايه الكفر ده؟
حسبي الله و نعم الوكيل

 
At 12:49 AM, Blogger ensana said...

عزيزي الدكتور الإفريقي.. دائماً ما تدهشنا وتمتعنا وتررق من أحاسيسنا بكلماتك ومشاعرك المرهفة ..

وكم يؤسفني أن أرى سوء الفهم.. فمن لا يستطيع الاستمتاع بمثل تلك النصوص فهو خاسر لأنه لا يرى إلا ما يريد أن يرى ويخسر جمال وروعة النص..
للأسف يخلط الناس ما بين النص الأدبي والنص التاريخي أو الديني .. وما يكتب شاعرنا الجميل نص أدبي مبدع يعبر من خلاله عن فكرة أكثر من رائعة وعن مشاعر ننحني لها احتراماً وإعجاباً وغيرة!

كل ما في الأمر أنه رأى أفضل طريقة للتعبير عن تلك الفكرة وعن تلك المشاعر بهذه الصورة فلا ذنب عليه في ذلك .. لقد اقتبس شخصية ما لتطرح فكرته فما عيب ذلك..

أنتم الخاسرون يا من لن تستطيعوا تذوق مثل هذا النوع من الأدب .. يا من لم تفكروا قليلاً فيما وراء المكتوب ..

 
At 4:11 PM, Anonymous Anonymous said...

تسلم على المشاركة والعرض الاكثر من رائع


وفقنا الله لما فية الخير


مع خالص تحياتى

 
At 3:55 PM, Blogger friends said...

الويل لكم إن طلبتم أنبياءً
يسمعون أصواتاً خفية
و لا يقدرون أن يستمعوا لعصفورٍ
ينشد أغنية الثورة كل صباح"


أى كلام بعد كلامك هيبقى ركيك جدا

 

Post a Comment

<< Home

--