Sunday, August 28, 2005

خطر

اسمي على "قائمة الخطر"!!
و هذه هي الحكاية:
أول يوم عمل بعد الإجازة - و كالعادة - لابد من التوقيع بالحضور. تقابل عيني لافتةً مكتوبة بالكمبيوتر، و عنواناً كبيراً "قائمة الخطر". أضحك في سري ، و سرعان ما أنظر إليها مدققاً لأجد اسمي أول القائمة!!
يا نهار.....! اسمي على قائمة الخطر!
لماذا؟ هل أتاهم خبر المدونة مثلاً؟ أو أخبار المظاهرات؟
هل يضعون أسماء معارضي مبارك في قوائم حتى يسهل التعامل معهم بعد ذلك؟
و بعيداً عن السياسة: هل هناك خطأ في إجراءات الإجازة؟ هل قمت بخطأ مهني مثلاً؟ هل كتب أحدهم شكوى فيّ؟
مئات الاحتمالات تضعني على قائمة الخطر...
لكنني لا أدرك سبباً حقيقياً!
ثم لماذا أنا أول الأسماء؟ ليس الترتيب أبجدياً فبعدي من تبدأ أسماؤهم بحرف الألف. ربما بترتيب الخطورة؟ فهل أكون أنا أخطر المطلوبين على قائمة الخطر؟ لكنني لا أرى نفسي كذلك أبداً
أسأل موظفاً عن معنى قائمة الخطر
يبحث في دفاتر أمامه ثم يخرج ورقةً من بينها و يشير إليّ لأقرأ:
"تم استدعاؤه لامتحان الكمبيوتر و لم يحضر"
أتنفس الصعداء
الحمد لله أن قائمة الخطر عندهم ليست هي قائمة الخطر عندي!
م

Thursday, August 25, 2005

يا بلاش

أعود بعد غيبة إلى مصر، و أعرف أن الحملات الانتخابية قد بدأت
و أعرف أن مناقشاتٍ جادةً تدور حولها، و أحاول أن أتبين موقفي من المرشحين على مهلٍ.
تصادفني في طريقي للعمل لافتة موقّعة من الريّس دقدق - أشهر مؤجري المراكب النيلية في القاهرة - تقول
"يا مبارك يا بلاش، واحد غيره ما يلزمناش"
أما عن و قع اللافتة في نفسي - فضلاً عن الجو الكروي الذي أوحت لي به- فقد بدا في خاطرٍ سريع مرّ بي عند قراءتها..
إذا كان الاختيار بين مبارك أو "بلاش" فبالطبع "بلاش" أحسن!!
م

النبي الإفريقي 5

و فيما هو سائرٌ على شاطئ النهر،
إذا بطفلٍ قد تبعه من بعيد.
و كان عامٌ قد مضى منذ أن هدم المصطفى أصنامه

فاقترب إليه الطفل باسماً
يبغي اللعب معه
أما هو، فنظر إليه و أحبه
ثم رفع عينيه نحو السماء، و صلّى
قائلاً:
"أيتها البراءة المقدسة
يا شراع القلب الطفل
وسط رياح البحر العاتية

يا شعلةً الثورة الحقيقية
التي تشتعل فينا
لتحررنا من خطايا عبوديتنا

ألا امكثي عندي مثلما
تجدين في هذا الطفل مستقراّ أبدياً"

فجاءه صوتٌ من السماء
ليقوّيه
و جاءته ملائكةٌ أيضاً
...
ثمّ صمت المصطفى مدةً من الزمن
و لم يفهم أحدٌ معنى صمته
إلا تلاميذه المقربون

بعد هذا، مكث النبي سبعة أعوامٍ
يتعلم البراءةَ عند قدميّ الطفل
و عند نهاية الأعوام السبعة
مضيا كلاهما معاً على شاطئ النهر من جديد

عودة

غبتُ أسبوعَين ، عن مصر و عن التدوين
أعترف أن جزءاً من الغيبة كان باختياري، كنت أريد أن أرى إمكانية البعد عن التدوين!
لكن فاتني الكثير، أن أقرأ و أن أكتب...
و فاتتني مناقشات ساخنة كما روت سقراط
فأشعرني هذا بالوحدة و العزلة معاً،
على أني أعود من جديد اليوم و معي دهشة و حزنٌ جديدان
فعذرأ لمن لم أقرأ ما كتبَ، و شكراً لمن طلبَ قراءة ما لم أكتبه بعد.

و بالمصادفة، يمر عامٌ على دخولي عالم التدوين السحري و السري معاً
فشكراً أيضاً لمن أدخلني إيّاه!
م

Sunday, August 07, 2005

أصداء

بدأنا الفكرة (محمد و أنا) منذ حوالي أسبوعين، و ما زالت قائمة حتى الآن في قاعة النهر بساقية الصاوي بالزمالك

يمكنك المشاركة في أي وقت. كنت أود نشر ما كُتب من لافتات و ما وُضع من صور لكنني أشجّع الجميع على الذهاب بأنفسهم لرؤيتها هناك... و إليكم بعض الرسائل التي تركها لنا مشاركون، أنشرها كما هي بدون حذف و لا تصحيح
....

وهكذا..تدفعون ثمن أشياء لم تعلموا عنها شيئاً..

وندخل أحداثاً ليس لنا فيها بد..

فلتتنزل عليكم الرحمات..

عذراً على كل العجز..

وطوبى لكم..

وصبراً لنا
سارة


منذ نعومة أظافرنا تربينا على الخوف...الخوف من أقرب الناس ....

الأب.....

الأم....

الأخ الأكبر...

الأعمام.. الأخوال..الأجداد..الجيران...المعلمين

نشأنا على رهبة السلطة الأعلى... ولا أتحدث عن

مكان بعينه..بل عن عالم بأسره...

لنفسي قبلكم....

عندما نعرف كيف لا نخشى نستطيع المواجهة

ولن نعرف الرهبة

لا يجب أن تكون الدعوة لا للإرهاب بل يجب أن تكون

لا إرهاب إلا في قلوبنا

إن أحبوا الناس يرحمكم الله

محمد حمدي

Hate and force cannot be in just a part of the world without having an effect on the rest of it.

Spirit

If we have no peace, it is because we have forgotten that we belong to each other.

It isn’t enough to talk about peace. One must believe in it.

And it isn’t enough to believe in it: One must work at it.

Anonymous

شارك من المدونين عددٌ كبير

علاء و منال، الست نعامة، ألف، حدوتة، ماريان، فادي، لولفين، زيتونة شرقية، صاحب الأشجار، شموسة، و بالطبع مصطفى مصمم الدعوة الأولى. و اشترك بالرغم من وجودهم خارج مصر سقراط و راء و ابن عبد العزيز، و أوقد ميلاد شمعة في باريس في نفس الوقت
ما زال باب المشاركة مفتوحاً

Tuesday, August 02, 2005

يا خسارة

لا أفهم موقف البابا شنودة من ترشيح مبارك للرئاسة، خاصةً و هو يدّعي أنه -أي موقفه - يمثل الكنيسة القبطية و الأقباط

في البداية نشر المجمع المقدس (و هو مجمع الأساقفة في الكنيسة القبطية) بياناً يبايع فيه الرئيس. كان البيان قبل أن يعلن مبارك أصلاً عن ترشيح نفسه و في مناسبة لا يجتمع فيها المجمع المقدس (وهي الاحتفال السنوي برهبنة البابا) و من دون اكتمال حضور كل الأعضاء (عددهم يفوق المائة و قد وقّع واحدٌ و سبعون على البيان) و في توقيت لا تبدُ الكنيسة القبطية فيه مضطرة لتأييد لا تعنيه أو طالبة لصفقة معينة. أصابني البيان بالاكتئاب ساعتها، و أصاب غيري بالاندهاش، و احتدمت حوله مناقشة بين آخرين.
على أي حال مرّ البيان واستنكره عقلاء الأقباط

إلا أنني بالأمس -وقد عدتُ من سفرانقطعت فيه عن متابعة الأنباء (بالطبع فاتني الكثير في يومين) فوجئت بحوار مع البابا استفزني لأقصى درجة
و اليوم قرأت عن استماتته الشديدة في تأييد الرئيس و ترجيه له أن يرشح نفسه. و في ذهني دارت بعض التعليقات و الأسئلة
فإليكم مقطتفات من الحوار مع تعليقي عليها:

الأهرام: رأي قداسة البابا في المرشحين لخوض الانتخابات!
البابا: لا يوجد فيهم إطلاقاً من ينافس الرئيس مبارك، و إن كان البعض لهم شعبية معينة فإنها تكون في منطقة محدودة جداً و لا يمكن أن ترتفع بأي حال إلى شعبية الرئيس مبارك في طول البلاد و عرضها، شعبية أكدها الزمن و الواقع و التاريخ و ساندتها شخصية لها سموها و رفعتها

(تعليق: هل يظن البابا أن الانتخابات تعتمد على الشعبية أم على البرنامج الانتخابي؟ و ما المانع أن يُنتخب شخص ذو شعبية محدودة فتمتد شعبيته بعد انتخابه؟ و هل كان مبارك معروفاً أصلاً قبل توليه الرئاسة؟
و كيف أكد الزمن هذه الشعبية؟ و كيف فعل الواقع و التاريخ؟ أما عن الشخصية فلا تعليق!)

الأهرام: ظهرت في الساحة العديد من الحركاتت السياسية مثل "كفاية" و غيرها. كيف يرى قداسة البابا هذه الحركات؟!
البابا: رأيي أن هؤلاء ما كانت لهم الجرأة أن يتصرفوا هكذا في عهد سابق لحسني مبارك، لا في عهد جمال عبد الناصر و لا في عهد أنور الساداتت. فهل هذا جزاء الرجل النبيل الذي لم يستخدم سلطته ضدهم؟!

(تعليق: يا عيني! الأصل كما يبدو عند قداسة البابا هو أن يقمع الرئيس الشعب و يذلهم، و لأن مبارك نبيل فهو لم يفع هذا. لذا وجب على الشعب المطيع أن يشكره و يسبح بحمده ليل نهار. هل نسى البابا أن الحرية لا توهب و هو من قال هذا قديماً أيام السادات؟ هل تخيل أن الديمقراطية هي شكر الرئيس على منحة الديمقراطية؟ و الأهم، هل يصدق ما يقول؟؟)

الأهرام: و المعارضة في مصر و دور الأحزاب؟
البابا: المعارضة - كما قال الرئيس مبارك - هي جزء من النظام، اي من الوضع الديمقراطي، و المفروض في المعارضة أن تكون موضوعية بحتة و أن تساهم في بناء الوطن بما تقدمه من اقتراحات و ملاحظات بناءة

(تعليق: هكذا، المعارضة عند البابا هي مجرد ملاحظ للعمل. تعلق عليه و تقدم الاقتراخات لكنها لا يجوز لها أن تأمل في تغيير الوضع و غلا أصبحت تجازي النبل بإساءة الأدب. و هي في رأيه جزء من النظام أي من الديكور الجميل الذي يزيد وجه النظام المترهل جمالاً غاشاً و زائفاً. هل يصدق البابا هذا فعلاً؟ و هل يتعامل مع معارضيه على هذا الأساس؟ إذا كان مقتنعاً بهذا فلا أظن أن اسادات قد تجاوز في رد فعله معه أيام الأزمة بينهما.. أم أنه يختار آرائه حسب التوقيت؟!)

الأهرام: مدى ترشيح رموز قبطية لخوض هذه الانتخابات؟
البابا: لا نوافق على هذا، و لا يوافق عليه أحد، و المفروض في رئيس الدولة أن يكون من دين غالبية سكان الوطن

(تعليق: يا عيني عليكم أيها الأقباط! اليوم يقلل من مواطنتكم من جعل نفسه متحدثاً باسمكم! من فرض هذا الذي يقوله البابا؟ و ماذا إذا كان الدستور نفسه لا يمنع ترشيح قبطي للرئاسة؟ هل يدرك البابا أن تصريحاته تهدم عقوداً من النضال من أجل تأسيس مفهوم المواطنة التي لا تتأثر بالدين ولا الجنس؟ و من هم هؤلاء الذين لا يوافقون و الذين أشار إليهم بفوله "لا يوافق عليه أحد"؟ هل يعني رجال الرئيس أم الحكومة أم الأمن أم المجمع المقدس أم ألحزب الوطني أم من بالتحديد؟؟)

الأهرام: ما أهم المشاكل التي تواجه أقباط مصر الآن؟!
البابا: ليس الآن مجال هذا السؤال، و لا وقته، نحن الآن في مجال تأييد الرئيس مبارك، لا قي مجال الشكوى

(تعليق: فليصمت المشتكون الخبثاء، فلا صوتَ يعلو فوق صوت التمديد! و لا تعليق عندي أكثر من هذا...)
...

لن أنقل أكثر من هذه الفقرات من الحوار، فهي تكفي في رأيي لإظهار موقف البابا المستفز و المعاند لقوى الإصلاح المصرية. و على من يرغب في قراءة النص أن يرجع إلى جريدة الأهرام عدد الاثنين 1/8/2005 صفحة 5.
أما عن سر التعجب و الحسرة عندي، فأنا حتى وقت قريب كنت أظن البابا رمزاً من رموز النزاهة الوطنية المصرية بالرغم من اختلافي مع كثير من آرائه. فالرجل المولود في أسيوط سنة 1923 قد خاض معارك كثيرة في صف ما اقتنع و آمن به ليس أهمها معاركه في الجيش عندنا كان ضابط احتياط سنة 1948. و الرجل واسع العلم و الثقافة، صحفي و شاعر كما يحب دائماً أن يصف نفسه و يعتز بعضويته في نقابة الصحفيين.
بل أن خلافه الشهير مع الرئيس السادات أودى به إلى ما يشبه الاعتقال طوال خمس سنوات بعد استفتاء هزلي على عزله خرج بأغلبية الـ99% المعتادة!

فماذا حدث للبابا؟
و ما هي "الضغوط" التي يمكن أن تكون عليه و هو يرأس مؤسسة مستقلة تماماً - مادياً و معنوياً- عن السلطة؟
هل أصبح تحالف السلطة مع الكنيسة أهم عنده من كلمة يظنها حقاً؟ أم أنه يتوقع مكاسب جديدة للكنيسة من جراء تحوله إلى بوق من أبواق النظام؟ و هل يقبلل على نفسه هذا؟
هل يقبل البابا أن يصنفه الناس بعد موته في خانةٍ مع صفوت الشريف و كمال الشاذلي و أقزام الدعاية الفجّة لنظام انتهى عمره الافتراضي منذ زمن؟
عندما أقرأ ما يقوله البابا شنودة هذه الأيام ، أقول في سري : يا خسارة!
م

--