Sunday, November 28, 2004

النبي الإفريقي - 2

و قالوا له: و ما هي الثقة؟
.
فانحنى على الأرضِ و التقطَ حبةَ خردلٍ
،و وضعها في راحتِهِ
:ثم التفتَ إليهم باسِماً و قال
.

الثقة هي غابةٌ تملأ أعينَ فلاحٍ"
،يبذر بذوراً فوقَ أرضٍ سوداءٍ
!و على شفتيه ابتسامة
.
هي انتصارُ ثورة نورِ الصُبح
،في أنشودة عصافير
!و هم يودعونَ شمسَ المغيب
.
هي ذلك القلب المرتعش
،الملقى وحيداً على الطريق
"!كي يلتقطه أولُ العابرين
.
.
فسأله تلميذٌ
:- و هو الذي كان المعلمُ يحبه-
أفلا يموت القلبُ إن تُركَ"
،هكذا على قارعة الطريق
"ليدوسه غرباءٌ؟
.
،فاشتعلت عيناه ببريقٍ مذهلٍ
،و تبدلَ وجهه مثل الشمس
:و صار صوتُه كطوفان ماءٍ
.
،إن القلبَ الملقى على الطريق"
...يدوسه الناس
،فيقوى ولكنه لا يتقسَ
،و يكبر و لكنه لا يشيخ
...و يفهم و لكنه لا يغتر
.
...و يصيرُ إلى الأبد نابضاً بالحياة
:و تلك هي الثقة
.مغامرة القلبِ الملقى على الطريق
"!!فالثقة هي مغامرة الرجاء




للمزيد: اقرأ... النبي الإفريقي - 1

Saturday, November 27, 2004

مسرحية

[!!الدنيا مسرحٌ كبيرٌ، و لكل إنسانٍ دوره. و لكن دوري يا جراتشيانو... دورٌ حزينٌ]
(شكسبير- كما تريد)
،حينَ قسمَ المخرجُ الأدوارَ
..أعطى البعضَ أدوارَ البطولة
..و آخرينَ، أعطاهم أدواراً مساعدة
(و جعل من آخرينَ "مجاميعَ" (كومبارس
.ثم أبقى المجموعةَ الأخيرةَ بلا أدوارٍ
....
،كذا تم توزيعُ أدوار الرواية
فبدت كمسرحيةٍ عبثيةٍ بلا هدفٍ
!و بدا الحوارُ، ضعيفاً، مرتجَلاً، و أحياناً صامتاً
....
و بدا كأن المخرجَ قد مل العرض
...فذهبَ و انشغل بما يهمه
-كأن الممثلينَ - و قد اعتادوا أدوارَهم
(أو هكذا بدا له)
!!قد أصبحوا قادرينَ على تكملة المسرحيةِ وحدهم
،فخرجَ العرضُ ضعيفاً... بلا مخرجٍ أو مؤلفٍ
!بممثلينَ هواةٍ، و إن التزم كلٌ بدورهِ
....
،حينَ قسمَ المخرجُ الأدوارَ
نسى أن بعضَ الممثلينَ قد يتمردونَ يوماً
!!فيصبحونَ... نقاداً

Thursday, November 18, 2004

عصفور

فتحتُ نافذتي
فوجدتُهُ
رأيته، عرفته
.و أحببتهُ
قال بأنه سيمكث عندي
!فصدقتهُ
صنعتُ له عُشاً صغيراً
في شرفتي
و خبزي كذلك
!شاركتهُ
و عندَ المساءِ
سألني صديقي
عن السماءِ و النجومِ و السفر
نظرتُ إليهِ
،بكيتُ في قلبي
!و أطلقتهُ

Sunday, November 14, 2004

أدب

علمونا في المدارس
و الكتب
.ما يسمونه الأدب
...
:لا يصح أن تقول"
أن قلبي فيه عِشقٌ
أن فيه حبُ ثائر
:و الصواب
"أن في القلبِ "مشاعر
...
:لا يصح أن تقول
أن صاحبَ السلطانِ شاخَ
أنه في الحكمِ ضامر
:و الصواب
أن خبرتَه الطويلة
جنبت وطنه المخاطر
...
:لا يصح أن تقول
أنني خاطبتُ ربي بصراخٍ من فؤادي
بخفقهِ الحرِ المباشر
:و الصواب
أنني أحتاجُ دوماً
"إلى أصحابِ المباخر
...
لا يصح لا يصح
علمونا من زمن
صوروا الأدبَ هزيلاً
و خنوعاً
...
حتى كدتُ أن أصدق
أن ذلك المدعو أدباً
حيٌ فقط
!بين سكان المقابر

Tuesday, November 09, 2004

صرخة

،أيها النائمون في فراشٍ مُريح
صباح الخير – هل سمعتم
أن فاطمة الحُبلى وَلَدَت؟
...عذراً فأنتم لا تعرفون
!!فاطمةَ، من تكون

كانت تسير وحيدةً
،في شوارع القاهرة
كانت خُطاها سريعةً
...كانت خطاها حائرة

،فجأة أدركها الوجع
...وقفت... صرخت
...مالت... وقعت
!!آلام الطلق قادمة
المرأة حُبلى يا رجال
هل من معين لفاطمة؟

...نامت فاطمة على الرصيف
...في الخريف
!متألمة
و جرى الجميعُ مسرعين
...يبحثون عن بيتها
..عن زوجها
،ليس لفاطمة منزلٌ
فقد تهدم من زمن
!و مات فيه أهلها

،فاطمة وحيدةٌ إذاً
..بلا سكن
ملقاة تصرخ على الرصيف
...بلا وطن

نامت فاطمة على ظهرها
كشفت ما تحت فخذها
دفعت بكل جسدها
!قوتها... عرقها... دمائها

دماءٌ كثيرة على الرصيف
...في الخريف
دماءٌ يتبعها صراخ
...و صراخٌ يتبعه صراخ

لكنه صراخٌ جديد
...ليس من هول الألم
،صراخ إنسانٍ وليد
!قادمٌ من العدم
،من بين رجلَي فاطمة
...النائمة
...على الرصيف
...في الخريف


،أيها النائمون في فراشٍ مُريح
صباح الخير – أنتم سمعتم
.أن فاطمة الحُبلى وَلَدَت
،الآنََ أنتم تعرفون
!!فاطمةَ - من تكون
خبر: امرأة تلد في الشارع احتجاجاً على الحكومة
كتبت منى غازي – في مشهد مأسوي غير مسبوق، وضعت سيدة مولودها على رصيف الشارع بحي السيدة زينب مضطرة بعدما تهدم (منزلها جراء أعمال الحفرالتي تتم بمنطقة المواردي لإقامة "مول" تجاري (العربي الناصري

Monday, November 01, 2004

فقير

ماذا أملك غير أوراقي؟
...كي أكتب لكِ عن أحلامي و آمالي
.كي أرسم لكِ صورة الجمال أينما أراه
ماذا أملك غير أوراقي؟
كي أحكي لكِ عن كل ما تراه عيناي
...كي أبوحَ لكِ بكل أسرار قلبي
ماذا أملك غير أوراقي؟
،كي أشرحَ لكِ لغز الحياة
...كي أطبع لكِ عليها صورة الحنين
،لا أملك غير أوراقي
،أنا فقير- لا أملك أشياءً كثيرة
فهل تقبليها مني هدية...؟

على الطريق

...في المساء رأيت رجلاً بساقٍ واحدة،
.كان جالساً و يبدو لي أنه لم يلامس الماء من زمن بعيد
وقفت أمامه علي أساعده،
...و لكنني أدركت بعد لحظات أن جيبي كان خاوياً
تساءلتُ: كيف أساعده و أنا لا أملك شيئاً أعطيه له؟

--