الآلهة
1
سرق بروميثيوس شعلة المعرفة من عند زيوس كبير الآلهة ليعطيها للبشر. كان بروميثيوس إلهاً كذلك، لكنه ارتأى أن المعرفة لا يصح أن تبقى لدى الآلهة فقط، و لم يكن أبداً مؤيداً لزيوس في عزلته عن البشر و احتقاره لهم. و بالرغم من تحذيرات زيوس له بأن المعرفة المقدسة لا تصلح للبشر المائتين، فقد خدعه بروميثيوس و أعطى للبشر - الساكنين في الكهف المظلم آنذاك - ما قد يفتح لهم مجال الألوهية. فوهبهم حرفة النجارة، و علوم الفلك لمعرفة الأزمان و النجوم، ثم أعطاهم الكتابة. و أخيراً سرق شعلة النار المقدسة من عند زيوس و وهبها للبشر!
2
حين أضاءت النار المقدسة الكهف المظلم، تفجّر الإبداع لدى البشر! و بدا أنهم قد يصيرون هم ايضاً آلهةً أو ما شابه. عندها، حمى غضب زيوس - كبير الآلهة - على بروميثيوس و على البشر؛ فقرر أن يعاقب الجميع!
عوقب بروميثيوس - الإله الطيب - بأن عُلِّق على جبل القوقاز عارياً، بينما النسر الإلهي يأكل كبده. و حتى يدوم عقابه للأبد، فقد أمر زيوس بأن يُخلق له كبدٌ جديد كلما فنى واحد...
هكذا تحمّل بروميثيوس ثمن محبته للبشر!
3
أما البشر، الذين ملأت النار المقدسة حياتهم بالمعرفة و الحكمة، فقد أغاروا آلهة جبل الأولمب من براعتهم! و قد خشي الآلهة إن هم تألهوا أن يطيحوا بعروشهم.
كان عقاب زيوس شديداً للبشر، كما كان أبدياً! فقد خلق زيوس فاتنةً بارعة الجمال... و قد صنع جسدها هيفيايستوس، و أعطتها أثينا العقل و الذكاء؛ أما أفروديت فقد وهبتها الفتنة و الإغراء.
و أسمى الآلهة الفتاة - العقاب "باندورا" أي مانحة كل شيء، و أرسلوها للعالم...
4
فتنت باندورا إفيمثيوس - أخا بروميثيوس الذي تنازل عن ألوهيته كي يصير بشراً بين المائتين - لأنه ، بصيره إنساناً، أصبح تحت حكم الشهوة و الفتنة. فلم تفلح معه تحذيرات أخيه من مكر الآلهة و كيدهم...
و حين ضاجع باندورا، ضحك زيوس من فوق جبل الأولمب، لأن مكيدته قد نجحت، و لأنه - في تلك اللحظة بالذات - انتصر على بروميثيوس للأبد. في اللحظة التي ضاجع إفيمثيوس فيها باندورا خرجت اللعنة من جسدها لتملأ الأرض، و دخل للعالم -للمرة الأولى - المرض و الفقر و البؤس و الشقاء.
5
هكذا عوقب البشر عقاباً أبدياً، لأن الآلهة لم تحتمل تفوقهم... و لأن نار المعرفة لا يمكن أن تسكن بينهم بلا ثمن.
على أن القصة لم تنتهِ هكذا - و ربما لن تنتهي أبداً - لأن باندورا قد بقى في جسدها ؛ بعد أن خرجت منه اللعنة لتملأ الأرض؛ بقايا إلهية اسمها "الرجاء". و كان السر الذي لم يكشفه زيوس و لا بروميثيوس و لا غيرهما للبشر، أن في ذات الجسد الذي حمل اللعنة يكمن سر التغلب عليها.
6
هكذا غلب البشر الآلهة، لأنهم قد حصلوا في النهاية على نار المعرفة المقدسة.
و لأن باندورا الفاتنة كانت مانحة كل شيء بالفعل - كما تسمت - اللعنة و الخلاص، المرض و الشفاء، اليأس و الرجاء!
م
سرق بروميثيوس شعلة المعرفة من عند زيوس كبير الآلهة ليعطيها للبشر. كان بروميثيوس إلهاً كذلك، لكنه ارتأى أن المعرفة لا يصح أن تبقى لدى الآلهة فقط، و لم يكن أبداً مؤيداً لزيوس في عزلته عن البشر و احتقاره لهم. و بالرغم من تحذيرات زيوس له بأن المعرفة المقدسة لا تصلح للبشر المائتين، فقد خدعه بروميثيوس و أعطى للبشر - الساكنين في الكهف المظلم آنذاك - ما قد يفتح لهم مجال الألوهية. فوهبهم حرفة النجارة، و علوم الفلك لمعرفة الأزمان و النجوم، ثم أعطاهم الكتابة. و أخيراً سرق شعلة النار المقدسة من عند زيوس و وهبها للبشر!
2
حين أضاءت النار المقدسة الكهف المظلم، تفجّر الإبداع لدى البشر! و بدا أنهم قد يصيرون هم ايضاً آلهةً أو ما شابه. عندها، حمى غضب زيوس - كبير الآلهة - على بروميثيوس و على البشر؛ فقرر أن يعاقب الجميع!
عوقب بروميثيوس - الإله الطيب - بأن عُلِّق على جبل القوقاز عارياً، بينما النسر الإلهي يأكل كبده. و حتى يدوم عقابه للأبد، فقد أمر زيوس بأن يُخلق له كبدٌ جديد كلما فنى واحد...
هكذا تحمّل بروميثيوس ثمن محبته للبشر!
3
أما البشر، الذين ملأت النار المقدسة حياتهم بالمعرفة و الحكمة، فقد أغاروا آلهة جبل الأولمب من براعتهم! و قد خشي الآلهة إن هم تألهوا أن يطيحوا بعروشهم.
كان عقاب زيوس شديداً للبشر، كما كان أبدياً! فقد خلق زيوس فاتنةً بارعة الجمال... و قد صنع جسدها هيفيايستوس، و أعطتها أثينا العقل و الذكاء؛ أما أفروديت فقد وهبتها الفتنة و الإغراء.
و أسمى الآلهة الفتاة - العقاب "باندورا" أي مانحة كل شيء، و أرسلوها للعالم...
4
فتنت باندورا إفيمثيوس - أخا بروميثيوس الذي تنازل عن ألوهيته كي يصير بشراً بين المائتين - لأنه ، بصيره إنساناً، أصبح تحت حكم الشهوة و الفتنة. فلم تفلح معه تحذيرات أخيه من مكر الآلهة و كيدهم...
و حين ضاجع باندورا، ضحك زيوس من فوق جبل الأولمب، لأن مكيدته قد نجحت، و لأنه - في تلك اللحظة بالذات - انتصر على بروميثيوس للأبد. في اللحظة التي ضاجع إفيمثيوس فيها باندورا خرجت اللعنة من جسدها لتملأ الأرض، و دخل للعالم -للمرة الأولى - المرض و الفقر و البؤس و الشقاء.
5
هكذا عوقب البشر عقاباً أبدياً، لأن الآلهة لم تحتمل تفوقهم... و لأن نار المعرفة لا يمكن أن تسكن بينهم بلا ثمن.
على أن القصة لم تنتهِ هكذا - و ربما لن تنتهي أبداً - لأن باندورا قد بقى في جسدها ؛ بعد أن خرجت منه اللعنة لتملأ الأرض؛ بقايا إلهية اسمها "الرجاء". و كان السر الذي لم يكشفه زيوس و لا بروميثيوس و لا غيرهما للبشر، أن في ذات الجسد الذي حمل اللعنة يكمن سر التغلب عليها.
6
هكذا غلب البشر الآلهة، لأنهم قد حصلوا في النهاية على نار المعرفة المقدسة.
و لأن باندورا الفاتنة كانت مانحة كل شيء بالفعل - كما تسمت - اللعنة و الخلاص، المرض و الشفاء، اليأس و الرجاء!
م